التعليق التكتيكي لعملية رفح.. 3 أهداف إسرائيلية في ظل الصغوط الدولية

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 04:07 مساءً - أكد خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن التعليق التكتيكي للعمليات العسكرية في أجزاء من مدينة رفح، يأتي لتحقيق 3 أهداف السياسية والعسكرية للقادة الإسرائيليين، خاصة في ظل زيادة الضغط الدولي على تل أبيب.

Advertisements

وأمس الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن "هدنة تكتيكية" من طرف واحد بشكل يومي من الساعة الثامنة صباحًا وحتى السابعة مساءً، وذلك على طريق شارع صلاح الدين من معبر رفح حتى مستشفى غزة الأوروبي، وذلك لتسهيل دخول المساعدات.

ولاحقًا، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، عن قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، قوله، إنه "القتال سيستمر بمدينة رفح جنوبي القطاع، على الرغم من اللغط المتعلق بالهدنة التكتيكية".

أهداف رئيسة

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "إسرائيل تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة من التعليق التكتيكي للعمليات العسكرية ببعض المناطق الجنوبية"، مبينًا أن الهدنة تشمل مناطق لا تدور بها مواجهات عسكرية.

وقال صباغ، لـ"الخليج الان"، إن "الهدف الأول يتمثل في تخفيف الضغوط الإقليمية والدولية المتعلقة بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، خاصة أن الأوضاع بغزة تزداد صعوبة، كما وترتفع المطالبات بالتوصل لتهدئة.

وأوضح أن "الهدف الثاني يتمثل التقليل من مخاطر إصدار قرارات من محكمتي الجنائية والعدل الدوليتين، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر بشكل خطير على إسرائيل وسمعتها حول العالم، وعلى قادتها السياسيين والعسكريين".

وبين أن "القرار سيدفع الهيئات الدولية للتخفيف من حدة أي قرار يمكن إصداره بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، كما أنه سيعطي مساحة للولايات المتحدة من أجل ممارسة ضغوط أكبر على المجتمع الدولي تجنب فرض عقوبات على إسرائيل".

وأشار المحلل السياسي، إلى أن الهدف الثالث يتمثل في منح الجيش الإسرائيلي فرصة لإعادة ترتيب ملفاته العسكرية في رفح، وضمان بقاء بعض المناطق على الحياة لفترة من الزمن، خاصة بعد الخسائر البشرية الفادحة التي تعرض لها الجيش برفح".

وتابع: "بتقديري نجاح الهدنة التكتيكية مرهون بتجاوب الطرفين معها وعدم توجيه أي ضربات عسكرية للمناطق المعلن عنها"، مرجحًا أن تلتزم حركة حماس بشكل غير معلن بتلك الهدنة وتوقف القتال بمناطقها خلال الساعات المعلن عنها.

فوائد سياسية

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "لإسرائيل أهدافًا عسكرية وسياسية من الهدنة التكتيكية"، لافتًا إلى أن "حكومة بنيامين نتنياهو أحرجت حركة حماس سياسيًا أمام العالم بإعلانها الهدنة مع أول أيام عيد الأضحى.

وأوضح شلحت، لـ"الخليج الان"، أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول المستفيدين سياسيًا من تلك الهدنة، خاصة أنها تمنحه الفرصة لتخفيف ضغط الرأي العام الإسرائيلي عليه بشأن التوصل لاتفاق مع حماس لإنهاء الحرب وإعادة المختطفين".

وأشار إلى أن "نتنياهو سيخفف أيضًا من حدة الخلافات السياسية مع الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن، خاصة في ظل رغبة واشنطن إنهاء الحرب في إطار المقترح الذي قدم مؤخرًا، وجرى دعمه من قبل مجلس الأمن الدولي".

وبين أن "إسرائيل ظهرت من خلال الهدنة التكتيكية أمام العالم أنها الدولة المسالمة التي تتجنب إيذاء المدنيين، وترغب في وقف الحرب؛ لكن بشكل يحول دون تكرار أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وأكد أن "الأهداف العسكرية لإسرائيل تتمثل في إعادة تموضع جنودها برفح، وإعطائهم مساحة من الراحة تمكنهم من استئناف القتال في المدينة بوقت لاحق"، مبيناً أنه وفي حال الإعلان عن انتهاء تلك الهدنة ستزداد وتيرة القتال برفح عن الأيام الماضية.

وبحسب المحلل السياسي، فإن "إسرائيل تكتسب بهذه الهدنة قوة إضافية تمكنها من استمرار إغلاق معابر قطاع غزة، والسيطرة بالكامل على معبر رفح البري، ويؤسس لمرحلة جديدة لعمل هذه المعابر وفق الرؤية الإسرائيلية".