خبراء روس لـ"الخليج الان": موسكو أفشلت مؤتمر سويسرا والغرب فهم الدرس

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 04:07 مساءً -  رأى خبراء روس أن موسكو استطاعت إفشال مؤتمر سويسرا عبر الدول الصديقة والسياسة الخارجية القوية التي اعتمدتها روسيا منذ بداية الحرب، ورأى آخرون أن غياب المنطقية من المؤتمر دفع العديد من الدول إلى عدم تبني البيان الختامي، وأن الغرب وصل إلى قناعات بضرورة تغيير سياسته تجاه ملف السلام في أوكرانيا.

Advertisements

وجاء في بيان الخارجية السويسرية تعليقًا على نتائج المؤتمر، أن العدد النهائي للموقعين على البيان الختامي لمؤتمر أوكرانيا انخفض إلى 82 دولة ومنظمة.

 وبحسب وسائل إعلام غربية فإن ما يقرب من 12 دولة رفضت التوقيع على البيان لوجود بعض الإشكاليات في بنوده.

أصدقاء روسيا

يقول الباحث في الشؤون السياسية كيريل خلودنوف، في حديثه لـ"الخليج الان، إن" روسيا كانت حاضرة في هذا المؤتمر عبر أصدقائها، واستطاعت إفشال ما كان يسعى له الغرب من تنظيم هذا المؤتمر الذي رسم هدفًا له وهو عزل روسيا".

وتابع خلودنوف: "مخرجات المؤتمر مخزية للغرب ورغم أن البيان لم يتطرق لأمور كانت ترغب أوكرانيا بوجودها، امتنعت بعض الدول عن التوقيع عليه وهذا دليل على أن مخرجات المؤتمر غير منطقية وتنظيمه بهذه الطريقة يفتقد لأي خبرة سياسية".

وأشار خلودنوف، إلى أن " العديد من الدول خاصة تلك الموجودة خارج فضاء الغرب أوصلوا العديد من الرسائل وأهمها استقلالية قراراتهم والنظر إلى الملف بمنطقية وموضوعية، على عكس الاعتقاد الغربي بأنهم يفصّلون والجانب الآخر يرتدي دون إظهار أي اعتراض بأن هذه ضربة قوية للغرب".

وحول البيان الختامي ومحتواه يرى الباحث في الشؤون السياسية أنه" يفتقد لأي بند يدعو إلى التوجه لمفاوضات سلام، فما الفائدة من إطلاق صفة سلام على هذا المؤتمر؟".

وخلص إلى القول: "دون دعوة روسيا لن يكون هناك سلام وإذا كان الغرب جادًا في سعيه للسلام عليه أن يضع بنودًا واضحة، ويأخذ مبادرة الرئيس الروسي على محمل الجد، والانطلاق منها لتحقيق سلام ينهي الحرب بشكل دائم".

الغرب فهم الدرس

فيما يرى الخبير في الشؤون الدولية إيغور يازيكوف، في حديثه لـ"الخليج الان"، أن "تعليقات الغرب عن المنتدى توضح أنهم فهموا الدرس من حديث وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس، الذي أكد أن بلاده ستبحث نتائج المؤتمر مع روسيا، والأهم من ذلك تصريحات الرئيس الأوكراني الذي أقر فيها بضرورة دعوة روسيا لمؤتمر سويسرا للسلام بنسخته الثانية، وهذا دليل على أن الغرب وكييف قد فهموا الدرس".

ويتابع يازيكوف: "ربما روسيا تحضر المؤتمر الثاني إذا كانت بنوده والقاعدة التي ينطلق منها منطقية، فروسيا لم تضع فيتو على مبادرة حقيقة لاجراء مفاوضات ومن منعها هو زيلينسكي، لذلك موسكو مستعدة دائما لنقاش الأزمة لأن أهدافها منطقية وواضحة؛ وتحقيق الأهداف سلميًا أقل ضررًا للجميع من تحقيقها عسكريًا لكن بغياب السلام تبقى المدافع هي من تجلب السلام".

ورأى يازيكوف أنه "قبل انطلاق المؤتمر وصل الغرب لقناعة أنه دون روسيا لن تنجح أي مبادرة، لذلك هناك مبادرات منطقية أكثر مثل الصينية والأفريقية والتي تنطلق من مبدأ طاولة مفاوضات تجمع موسكو وكييف دون أي شروط".

وأضاف أن "هذا المطلوب فعليًا فموسكو لم تبدأ حربها إلا عندما وصلت لقناعة أن كييف لا تريد السلام، وأن الناتو يقترب من حدودها ويخطط لجعل أوكرانيا عضوًا فيه، وهذا تجاوز للخطوط الحمراء لذلك نشبت الحرب".

ويتابع الخبير: "عندما تزول أسباب الحرب يفتح باب المفاوضات وبوتين أطلق مبادرة قبل أيام، وعلى الغرب أن يستغلها قبل فوات الأوان لأن أهداف الحرب إذا تحققت عسكريًا لن يكون هناك داعٍ للتفاوض".

وخلُص الخبير في الشؤون الدولية إلى القول إنه" في النهاية ستجلس موسكو وكييف على طاولة المفاوضات، والطرفان يسعيان إلى امتلاك أوراق قوة على هذه الطاولة، لذلك نرى التصعيد الغربي يرتفع كون الكفة تميل لموسكو اليوم، وباعتقادي ستبقى تميل لصالح روسيا لأن هناك تفوقًا عسكريًا واضحًا، وسياسة حرب ذكية تخوضها موسكو حاليًا".

أخبار متعلقة :