التايمز: نتنياهو يستعين بإرث الإغريق لخوض معاركه

محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 08:21 مساءً - شوهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال جلسة في الكنيست في وقت متأخر من الليل، وهو يمسك بنسخة من كتاب بلوتارخ "صعود وسقوط أثينا"، في لفتة رمزية بينما يخوض معاركه السياسية الخاصة.

Advertisements

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، دفعت حكومة نتنياهو الائتلافية بمشروع قانون مثير للجدل يعفي طلاب المعاهد الدينية الأرثوذكسية المتطرفة من الخدمة العسكرية، وهي خطوة أثارت توترًا كبيرًا داخل حزبه وفي المجتمع بأكمله.

وأضافت الصحيفة أنه في حضور كامل نادر للكنيست المؤلف من 120 عضوًا، انتهى التصويت بموافقة 63 عضوًا، ما يضمن بقاء حكومة نتنياهو في الوقت الحالي.

وبينت أن هذه النتيجة كانت حاسمة بالنسبة لنتنياهو، ولاسيما أن قسمًا كبيرًا من ائتلافه يتألف من أحزاب يهودية متطرفة يتوقف دعمها على الحفاظ على هذه الإعفاءات، التي ظلت سارية منذ قيام إسرائيل في عام 1948.

وأكدت الصحيفة أن هذا القرار يأتي في وقت محفوف بالمخاطر، فإسرائيل منخرطة حاليًا في صراع طويل الأمد مع حماس في غزة وتواجه تهديدات محتملة من حزب الله في لبنان.

كما يعتبر التجنيد الإلزامي بالنسبة لمعظم الإسرائيليين قضية مثيرة للجدل، خاصة في زمن الحرب.

وأوضحت "التايمز" أن أعضاء الحزب أيدوا توجيهات رئيس الوزراء، واصفين إياها بأنها "تصويت فني" يخضع للمراجعة في المستقبل، ولكن التداعيات الأوسع واضحة، ومن المرجح أن تتدخل المحكمة العليا، وربما تفرض الخدمة العسكرية على الطلاب اليهود المتشددين، الأمر الذي قد يزعزع استقرار التحالف.

وأشارت إلى أن التصويت على مشروع القانون ليس التحدي الوحيد الذي يواجهه نتنياهو، حيث سحب بيني غانتس، زعيم تحالف الوحدة الوطنية، مؤخرًا دعمه لحكومة الطوارئ التي تم تشكيلها ردًا على الحرب مع حماس.

نتنياهو يحاول استرضاء اليمين المتطرف

وجاءت استقالة غانتس بعد رفض نتنياهو تقديم خطة واضحة لإنهاء الصراع، وتأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة، وإنشاء بدائل للحكم في القطاع.

وأضافت الصحيفة البريطانية أنه في محاولة للتغلب على هذه التحديات، اقترح نتنياهو وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل وخطة تبادل الرهائن من خلال وسطاء قطريين، وتتضمن الخطة التي أقرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، إمكانية وقف إطلاق نار طويل الأمد مع حماس.

ومع ذلك، فإن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف يعارضون هذه الخطة بشدة ويهددون بسحب الدعم إذا واصلها.

وحاول نتنياهو استرضاء حلفائه اليمينيين المتطرفين من خلال التقليل من أهمية الاقتراح، مشيرًا إلى أنه كان تنازلًا ضروريًا لغانتس والضغوط الدولية، ومؤكدًا أنه من غير المرجح أن توافق عليه حماس، وفقًا للصحيفة.

وبينما يتصارع نتنياهو مع هاتين الأزمتين المزدوجتين، فإنه يظل غير منزعج ظاهريًا، تمامًا مثل زعماء اليونان القديمة الذين يقال إنه يقرأ قصصهم، إلا أن مستقبله السياسي معلق على الميزان، ويتوقف على استقرار ائتلافه والتطورات غير المتوقعة في الصراع الدائر مع حماس.

وخلصت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي، لا تزال حكومة نتنياهو صامدة، لكن القضايا التي لم يتم حلها داخل ائتلافه والسخط الوطني الأوسع بشأن الإعفاءات العسكرية والسياسات في زمن الحرب لا تزال تلوح في الأفق.