انتخابات الرئاسة الموريتانية.. منافسة حادة و"مفاجأة" الدور الثاني غير مستبعدة

محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 04:14 مساءً - بدأ المرشحون السبعة لانتخابات الرئاسة في موريتانيا حملاتهم الدعائية للموعد المقرر بعد نحو أسبوعين، وسط توقعات بالذهاب نحو دور ثانٍ للحسم.

Advertisements

وتعرف مدن وشوارع عاصمة موريتانيا، حركة غير عادية من خلال احتضان التجمعات الانتخابية الكبرى، والترويج لبرامج المترشحين المتنافسين على رئاسة "القصر الرمادي"، منذ انطلاق حملة الدعاية التي ستدوم 14 يومًا لتختتم بالاقتراع يوم 29 يونيو الجاري.

وخلال هذه الفترة سيسعى المرشحون السبعة إلى استقطاب الناخبين الموريتانيين البالغ عددهم حوالي مليونين، وأبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الغزواني الساعي إلى ولاية ثانية، والناشط الحقوقي المعارض وعضو البرلمان بيرام ولد الداه ولد اعبيد المترشح للمرة الثالثة على التوالي، ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الإسلامي المعارض حمادي ولد سيد المختار الذي يترشح لأول مرة.

وتتضمن القائمة أيضًا النائب البرلماني العيد ولد محمدن، والبرلماني السابق مامادو بوکار با، والمرشح السادس هو محمد الأمين الوافي المرتجي، الذي يخوض غمار المنافسة للمرة الثانية وهو خبير محاسبة يقدم نفسه على أنه مرشح الشباب، والمرشح الأخير هو جراح الأعصاب أوتوما أنتوان سلیمان سوماري، الذي يحظى بدعم مجموعة من البرلمانيين والتكتلات السياسية المختلفة.

معركة نواكشوط

وفضّل 5 مرشحين إطلاق حملاتهم الانتخابية من نواكشوط، التي تشكل أكبر حاضنة للأصوات في البلاد.

ودافع ولد الغزواني - الذي فاز في عهدته الأولى بنسبة 52 % من أصوات الناخبين - وسط ملعب مكتظ بالأنصار عن فترة حكمه، ووعد في رسالة إعلان ترشحه بتقديم المزيد من الامتيازات للشباب في حالة إعادة انتخابه. كما وجّه رسائل تهدئة مؤكدًا: "عدم وجود أي ملاحق على أساس موقفه أو رأيه".

وعلّق محمد لمين خطاري، مسؤول وحدة الإعلام الدولي في موريتانيا خلال حملة المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، في تصريح خاص لـ"الخليج الان"، بأن التصور الذي يذهب للحديث عن إجراء جولة انتخابية ثانية "مبالغ فيه" مستندًا إلى مؤشرات واستطلاعات الرأي التي قام بها أشخاص غير منتمين للنظام الحالي وغير مساندين له، تشير إلى أن الأمور ستُحسم لصالح المترشح الغزواني بسهولة خلال الدور الأول، وأن فرضية الدور الثاني تبقى مستبعدة، والبرامج التي قدمها طموحة لموريتانيا وآمنة ومستقرة تتطلع لما هو أفضل، وفق تعبيره.

ولا توافق المعارضة على هذا الطرح، وتصر على استحضار مسائل أخرى تخص هجرة الشباب الموريتانيين الذين يفرون من البلاد وغادروا بشكل غير نظامي إلى الولايات المتحدة، ما يوضح فشل الرئيس المنتهية ولايته بحسب قولهم.

واعتبر المرشح العيد ولد محمدن أن "موريتانيا عاشت 5 سنوات ضائعة"، مضيفًا أن البلد في خطر شديد والتغيير بات ضرورة.

وقال في كلمة خلال افتتاح حملته الانتخابية من نواكشوط: "على الشعب أن يفهم أنه إذا لم يأخذ قرار التغيير فإن الدولة في خطر شديد.. العدالة تستخدم ضد الخصوم السياسيين والمناضلين"، وفق تعبيره.

رهانات

ومن بين الموضوعات الأخرى لهذه الحملة العيش المشترك والاقتصاد. ويَعد المرشح النائب بيرام الداه أعبيد، الناشط المناهض للعبودية، بالمصالحة الوطنية من خلال حلول لمشكلة العبودية، كما يرغب في إعادة التفاوض على الاتفاقيات مع القوى الأجنبية.

ويشرح المحلل السياسي الموريتاني سلطان البان، أبرز التوقعات للاستحقاق الرئاسي، مشيرًا إلى اعتماد الغزواني بشكل كبير على الكتلة القبلية المتماسكة والتي تشكل إطارًا قبليًا وسياسيًا عادة ما يقف في صف الأنظمة القائمة.

لكن سلطان البان أشار في تصريح لـ"الخليج الان" إلى أن هذه الكتلة القبلية انقسمت بفعل سياسات الغزواني والتي بدأها بملف العشرية، وسجن الرئيس السابق، ما ولَّد امتعاضًا كبيرًا، على الرغم من محاولاته استثمار إعادة إحياء دور القبلية، واستثمار زعامتها السياسية، وتعيين رؤساء مجالس في الإدارات المحلية.

أما الرهان الثاني بالنسبة للغزواني فهو الكتل الدينية والصوفية، وهي مجموعات قليلة تمارس السياسة تحت الجلباب الديني، وزاد نشاطها، خلال السنوات الأخيرة، ومن المرجح أن تذهب أصواتها لمرشح النظام، ومن أشهر المجموعات: التيجانية، والقادرية، والمريدية، والشاذلية، وفق سلطان البان.

وحدد المحلل السياسي أبرز التحديات في وجه الرئيس المنتهية ولايته، وتتمثل في عزوف طبقات كبيرة من الشعب، والامتعاض من فترة السنوات السابقة والتي شابها الكثير من الفساد، وإعادة عدد كبير من المفسدين إلى مناصب حكومية، وإقصاء المعارضة الناشئة التي تتشكل من مجموعات صاعدة من نخب وأكاديميين وقادة مجتمع مدني، وترغب في المشاركة في صنع القرار من خلال دخول البرلمان، لكن ما يُعرف بقانون التزكية حال دون ترشحهم، وهذه الكتلة ستتفرق أصواتها بين مرشحي المعارضة.

وبخصوص الأوفر حظًا في الرئاسة، يقدم المحلل الموريتاني عضو البرلمان المعارض أعبيد كأحد أقوى المتنافسين في الانتخابات، خاصة أنه يحظى بقاعدة شعبية متماسكة منذ مشاركته في رئاسيات 2019، حيث احتلّ المرتبة الثانية بنسبة 18.8 % من الأصوات، ويشارك ببرنامج انتخابي يوافق خطاب القوى المعارضة وتكتل الأحزاب التي لم تحصل على التزكية، وفق تعبيره.

وأكد أن هناك حسابات معقدة قد تحدث مفاجأة كبيرة تذهب نحو إجراء جولة ثانية بسبب شعبية الرجل المعارض والتي ترجمتها الوفود وحجم الاستقبالات، بحسب تقديره.