شيآن.. عاصمة الصين القديمة وموطن المحاربين الشجعان (فيديو إرم)

محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 12:03 مساءً - واحدة من أقدم مدن العالم؛ إذ يعود تاريخها إلى ما يزيد على 3 آلاف عام، وتحتضن بين ربوعها أسرار أبرز حضارات العالم هي الحضارة الصينية، فهي أحد أعرق مدن البلاد وعاصمتها القديمة التي أطلت عبر قرون عديدة  كشرفة حارسة على "طريق الحرير". 

Advertisements

انطلقت منها القوافل التجارية التي تحمل السلعة الأغلى لدى القدماء وهي الحرير في رحلتها التي تمر منذ عام 200 قبل الميلاد بالهند ومصر قبل أن تصل إلى اليونان وروما وبريطانيا لتصبح المدينة نقطة تلاق لحوار الأفكار والثقافات بين الشرق والغرب في بداياته الأولى.

تتميز بأسوارها العتيقة التي تولت الدفاع عن مقر الحكم على مدار 13 أسرة إمبراطورية وحين تم ترميم تلك الأسوار أخيرا لتندمج بالمنطقة الحضرية من المدينة، اكتمل سحرها لتصبح وجهة سياحية وثقافية من طرار فريد. 

وهناك مقولة شهيرة توضح المكانة الثقافية والتاريخية لشيآن: "إذا أردت أن تتعرف على الثقافة الصينية الحديثة، فعليك بالسفر إلى بكين، أما إذا كنت ترغب في التعمق في الثقافة الصينية القديمة فإنه يجب عليك التوجه إلى شيآن". 

تقع المدينة في شمال غرب الصين وهي عاصمة مقاطعة " شانشي" وتحيط بها سلسلة جبال " تشين لينج" شاهقة الارتفاع، شديدة الجمال والتي تنطوى على مشاهد شاعرية مدهشة، كما تقطع أوصالها شبكة من الأنهار البديعة التي تجعل منها لوحة مسكونة بالسحر رسمتها الطبيعة بألوان استثنائية.  

وتضم المدينة أكبر ضريح ملكي في التاريخ وهو ضريح الإمبراطور "تشن شه خوانغ" والذي استغرق بناؤه 39 عاما بمشاركة 720 ألف عامل بمناسبة نجاح الإمبراطور في توحيد أقاليم الصين الستة المتصارعة واعتلائه عرش البلاد في نسختها الجديدة الموحدة عام 259 قبل الميلاد. 

ويحتوي الضريح على أشهر جيش من الصلصال يضم 8 آلاف محارب من الجنود والضباط والرماة اختارهم الإمبراطور ليقوموا بحمايته ويسهروا على راحته حين يموت ويبدأ رحلته في العالم الآخر. وينفرد الجيش الذي يعرف باسم " التيراكوتا" بوجود 130 عربة و520 حصانا و150 فارسا بحجمهم الطبيعي الكامل، فضلا عن عدد من الموظفين والإداريين والموسيقيين. 

ويعرف الجيش بـ " الأعجوبة الثامنة " في العالم وتم اكتشافه بالصدفة عام 1974 على يد عدد من المزارعين المحليين حين كانوا يحفرون بئرا للمياه على حدود المدينة. 

وعرفت المدينة تاريخيا العديد من الأسماء قبل أن تستقر على اسمها الحالي مثل" خاو جينغ" و"تشانغ أن" و"فنغ يوان"، ولكن مع بداية عهد أسرة مينغ، أمر الأمبراطور "جو يوان جانغ" بتغيير اسم المدينة ليصبح " شيآن" والذي لا يزال مستخدما حتى اليوم ويعني  ضمنيًا "الرغبة في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق الشمال الغربي". 

واخُتيرت المدينة  في عام 2011 لتكون ضمن أفضل عشر مدن تقدم "المأكولات الخفيفة" في قارة آسيا إذ  تمتلك أكثر من 200 طبقا مختلفا في هذا السياق منها "كعكة الأرز"، "دجاج القرع"، "الكعكة البلورية" و"جياو تسي" وهى كرات محشوة باللحم والخضراوات ويتم إنضاجها على البخار.