محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 02:13 صباحاً - احتشد المئات من المتظاهرين في أثينا، الجمعة، لإحياء الذكرى الأولى لحادث غرق قارب أسفر عن مقتل 700 مهاجر قبالة ساحل اليونان، في حادثة من أسوأ كوارث القوارب المسجلة في البحر المتوسط، مطالبين بإجابات عن أسباب الكارثة ومصير كثير من ركاب القارب المنكوب.
وتكدس ما يصل إلى 700 مهاجر من باكستان وسوريا ومصر في قارب صيد انطلق من ليبيا مبحرا إلى إيطاليا. وغرق القارب قبالة ساحل جنوب غرب اليونان في 14 يونيو/ حزيران 2023، على الرغم من مراقبة خفر السواحل اليوناني للقارب لساعات، بحسب ما نقلت "رويترز".
وجرى إنقاذ نحو 104 أشخاص مع انتشال 82 جثة فحسب. والحادثة واحدة من أسوأ كوارث القوارب المسجلة في البحر المتوسط، وأثارت تساؤلات حول كيفية تصدي الاتحاد الأوروبي لتدفقات المهاجرين.
وقال أحد الناجين المصريين ويدعى محمد "أستيقظ على كوابيس. حتى الآن، أقسم بالله، لا يزال جسمي يؤلمني. نحن، بفضل الله، أحياء... أين بقية الجثث؟".
متظاهرون في العاصمة اليونانية يطالبون بالعدالة بمناسبة مرور عام على غرق مركب مهاجرينرويترز
وخرج نحو ألف شخص، منهم ناجون ونشطاء، في مسيرة إلى البرلمان في العاصمة أثينا. ورفعوا لافتة عليها مجموعة صور للمفقودين. وهتفوا "نريد العدالة!... متى نريدها؟ الآن!".
وهناك خطط لتنظيم مسيرات في لندن وباريس وبرلين. وفي مدينة لالا موسى الباكستانية، نظم أقارب الضحايا مراسم لإحياء ذكرى ذويهم.
ويقول ناجون إن خفر السواحل تسبب في غرق القارب حينما حاول قطره في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم. وتقول السلطات إن حركة المهاجرين على متن القارب المكتظ تسببت في انقلابه.
أخبار ذات صلة
49 قتيلا و140 مفقودا في غرق مركب مهاجرين قبالة سواحل اليمن
وبعد مرور عام، لا يزال التحقيق الذي تجريه محكمة تابعة للبحرية في دور خفر السواحل في مرحلة أولية وهو ما يثير سخط الناجين وأقاربهم وجماعات حقوق الإنسان. ودعا وزير الشحن اليوناني إلى التحلي بالصبر.
وقال بانتيليس ثيمليس قائد وحدة تحديد هويات ضحايا الكوارث في اليونان إنه تم التعرف على هويات 74 من بين 82 جثة. وأرسلت العديد من العائلات من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا عينات من الحمض النووي إلى اليونان لفحصها، لكن دون جدوى.
متظاهرون في العاصمة اليونانية يطالبون بالعدالة بمناسبة مرور عام على غرق مركب مهاجرينرويترز
وقال حسن علي وهو باكستاني مقيم في أثينا إن شقيقه فهد من بين المفقودين، مضيفا أن والديهما في باكستان لا يتقبلان فكرة وفاته. وأضاف علي "أمي وأبي ينتظرانه. يقولان إنه حي وإنه في اليونان".
ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في بيان مشترك إلى إجراء تحقيقات "شاملة وحاسمة" في ملابسات غرق القارب.
وقالتا إن "إجراء تحقيق شامل ضروري لضمان العدالة للناجين وأسر الضحايا وللمساعدة في منع وقوع مآسي مماثلة في المستقبل".
وبحسب المنظمتين لقي 3155 شخصا حتفهم أو فُقدوا في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط في العام الماضي، بينما وصل العدد حتى الآن في عام 2024 إلى 923.