دراسة: اختتام البرامج التلفزيونية الطويلة يصيب متابعيها بـ "حزن الفقد"

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 11:45 مساءً - كشفت دراسة حديثة أن البرامج التلفزيونية الطويلة تحدث تأثيرات نفسية لدى المشاهدين الذين يبدون تأثيرات عاطفية عميقة عند انتهاء عرض برامجهم المفضلة، موضحة أن بعض المشاهدين شعروا بحزن مشابه لفقدان صديق مقرب.

Advertisements

ووفق موقع "phys.org"، قام عالم النفس في جامعة CQUniversity الأسترالية، آدم جيراس، بدراسة حالة مسلسل "الجيران"، وهو مسلسل تلفزيوني محبوب تم بثه لمدة 37 عامًا في كل من أستراليا والمملكة المتحدة، مما عزز العلاقات طويلة الأمد بين شخصياته والمشاهدين.

وسعت الدراسة، التي حللت الاستطلاعات التي أكملها أكثر من 1289 معجبًا، إلى فهم العمق العاطفي لهذا الارتباط والشعور اللاحق بالخسارة الذي يشعر به المشاهدون.

وتم تصميم استطلاعات الدراسة بدقة لقياس شدة الحزن والمشاعر الأخرى المرتبطة باختتام العرض، وطُلب من المشاركين التفكير في مشاعرهم تجاه نهاية العرض، وارتباطهم العاطفي بالشخصيات، وقبولهم العام لاختتام العرض.

بالإضافة إلى ذلك، استكشف الاستطلاع ما إذا كان المشاهدون يشعرون بشعور من الانغلاق أو الامتنان تجاه فريق الإنتاج.

وكشف تحليل جيراس عن مستوى كبير من الحزن بين العديد من المعجبين، تميز بصعوبة قبول النهاية المفاجئة للعرض واختفاء الشخصيات المحبوبة.

وكانت شدة هذا الحزن أعلى بشكل ملحوظ بين الأفراد الذين طوّروا علاقات "غير اجتماعية" مع الشخصيات، أي المشاهدين الذين عدّوا الشخصيات أصدقاءهم أو جزءًا لا يتجزأ من دائرتهم الاجتماعية، وفق ما نقله الموقع.

ويشرح مفهوم العلاقات شبه الاجتماعية الاستثمار العاطفي العميق لدى المشاهدين في الشخصيات الخيالية، إذ غالبًا ما يرونهم أشخاصاً حقيقيين يؤدون أدوارًا مهمة في حياتهم.

ويلاحظ جيراس أن هذا الارتباط يمكن أن يؤدي إلى حزن مشابه لفقدان شريك حقيقي أو صديق أو أحد أفراد العائلة المقربين.

وتسلط نتائج الدراسة الضوء على التأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه وسائل الإعلام على الصحة العاطفية للأفراد، مؤكدة أهمية الاعتراف بالشعور الحقيقي بالخسارة الذي يمكن أن يصاحب نهاية البرامج التلفزيونية الطويلة الأمد.

كما توضح الدراسة الطرق المعقدة التي يمكن من خلالها للروايات والشخصيات الخيالية أن تنسج نفسها في حياة المشاهدين، مما يخلق روابط يشعر بها بعمق ويحزن عليها بصدق عند قطعها.

ومع استمرار تطور التلفزيون ووسائل الإعلام، أصبح فهم الآثار النفسية لهذه العلاقات ذا أهمية متزايدة، مما يقدم نظرة ثاقبة للتأثير القوي لسرد القصص على المشاعر الإنسانية.