"الحكومة الثالثة".. هل تكون بوابة القذافي للعودة إلى المشهد الليبي؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 09:12 مساءً - أثار لقاء سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل، بعدد من أعضاء مجلسي "النواب" و"الأعلى للدولة" لبحث سبل تشكيل حكومة ثالثة، جدلًا داخل الشارع السياسي الليبي وتقديرات بشأن ما إذا كان ذلك سيمهد الطريق لدور لسيف الإسلام القذافي في المرحلة المقبلة.

Advertisements

وذكرت تقارير محلية في ليبيا نقلًا عن مصادر في مدينة الزنتان قولها، إن بعض "أعضاء مجلسي النواب والدولة، التقوا القذافي، من بينهم النائب بشير الأحمر؛ لعقد صفقة معه لتشكيل الحكومة الجديدة في طرابلس".

وأوضحت التقارير بأن "سيف الإسلام طلب عودة النظام الجماهيري بكامل أركانه كما كان قبل عام 2011".

وقال المحلل السياسي الليبي عبد الله الكبير: "يحتمل أن تستمر المحاولات من أغلب الأطراف السياسية لتشكيل حكومة جديدة، لكن الأمر في غاية الصعوبة نظرًا لتعدد الفاعلين خاصة دوليًا وإقليميًا مع تعذر توافق الأطراف الفاعلة محليًا على شخصية رئيس هذه الحكومة".

وبين الكبير في تصريح لـ "الخليج الان" أن: "في الاتفاق السياسي السابق المعروف بـ 'تونس – جنيف' حسم الأمر بالتصويت وفازت قائمة المنفي والدبيبة''.

وشدد على أن "سيف القذافي سيحاول القفز إلى المشهد السياسي بشكل مباشر عبر توليه منصبًا قياديًا أو غير مباشر بوصول شخصية موالية له إلى رئاسة حكومة جديدة".

لكن الكبير يرى أن "الأطراف التي التقاها لا تملك القوة ولا النفوذ السياسي المؤثر لتلعب دورًا في صياغة المشهد السياسي المقبل، ومن ثم لن يسفر هذا اللقاء عن أي قيمة أو إضافة".

ولفت القذافي الأنظار في 2021 عندما تقدم بترشحه إلى الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول لكنها انهارت، وهو ما أثار وقتها تكهنات حول مستقبل نجل الزعيم الراحل الذي كان له دور حتى إلى ما قبل سقوط نظام والده في 2011.

ويعتقد المحلل السياسي حمد الخراز أن "هذه التحركات للفت الانتباه لا أكثر"، وتساءل عن "الثقل الذي يملكه بشير الأحمر أو النواب الموالين للزنتان والقوة الموالية لسيف الإسلام القذافي بتعدادها البسيط".

وقال الخراز لـ "الخليج الان"، إن تلك المحاولات سياسية وإن "الموضوع أصبح أكبر من طموح سيف الإسلام القذافي ومن الغلط المطالبة بعودة النظام الجماهيري بكامل أركانه، فهذا أمر يرفضه كل الليبيين الذين قدموا تضحيات للحصول على شكل الدولة المدنية".

وأكد أن سيف الإسلام القذافي لن يكون له أي دور في مساعي تشكيل حكومة الجديدة خاصة أن هذا الملف أصبح يخضع أيضًا لرغبات قوى دولية أبرزها روسيا والولايات المتحدة".