خبير: صعود اليمين المتطرف يربك أوروبا لكنّه لا يغيّر قواعد اللعبة (فيديو)

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 06:03 مساءً - اعتبر الخبير في الشؤون الأوروبية حسين الوائلي، في حديث مع "الخليج الان"، أنّ أسباب صعود أحزاب اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي كثيرة، من أيديولوجية واقتصادية وديموغرافية، بالإضافة إلى أزمات الهجرة والتطرف والمناخ، وتراجع أوروبا بشكل لم يعد الجيل الشاب يقبل به.

Advertisements

وتابع: "من هنا فقد قرّر الشعب الأوروبي الذهاب بطريقة ديمقراطية إلى صناديق الاقتراع لتغيير ذلك الوضع نحو الأفضل، لكنّ ذلك التغيير ليس كما يعتقد البعض، إذ إنّه في نهاية المطاف ثمّة الليبراليون وما يسمى باليمين الوسط، وهم حصدوا أكثر من 189 مقعداً، أي أكثر من المقاعد السابقة".

الأحزاب التقليدية

وأكّد أنّ "الهجرة ملف ثقيل في أوروبا، لكن قبل الانتخابات وصعود اليمين المتطرف، ثمّة اتفاق سُمّي بميثاق الهجرة الذي تمّ الاتفاق عليه في البرلمان الأوروبي وقبل من المجلس الأوروبي، وذلك حتّى لا يأتي اليمين المتطرف كي يغيّر قواعد اللعبة في أوروبا".

وقال: "صحيح أنّه في حال جاءت حكومة يمينية داخل أوروبا ربّما سيتأثر ملف الهجرة كثيراً في أوروبا، لكن في الواقع فإنّ قواعد قبول المهاجرين هي التي ستتأثر، إذ إنّ اليمين المتطرف لا يعترض على الهجرة الشرعية بل على الهجرة غير الشرعية وغير المفيدة لأوروبا، وهم يعتبرون أنّ تلك الهجرة يجب أن تكون مفيدة لأوروبا من دون أن تتأثر النواحي الأيديولوجية والدينية وكذلك الثقافية".

وفي السياق، أشار إلى أنّ "القطاع الخاص الذي يحتمي بالأحزاب التقليدية في أوروبا هو الذي يريد تلك الهجرة التي تشكل أيادي عاملة، وذلك ما سيدفع إلى حالة من التشابك مع اليمين المتطرف. وفي نهاية المطاف هذه الدول وإنْ كانت في ظل اليمين المتطرف، فهي بحاجة إلى سوق أوروبية واحدة، بالإضافة إلى ذلك فإن القطاع الخاص ربّما يقول لتلك الحكومات المتطرفة إنّهم سيرحلون آلاف الموظفين، فيما ثمّة حاجة إلى هؤلاء العمّال وردم هوة البطالة الموجودة، وبالتالي من المرجح في المستقبل أن تكون هناك حالة من الائتلاف ما بين القطاع الخاص واليمين المتطرف".

وعن كيفية تأثير صعود اليمين المتطرّف على أداء البرلمان الأوروبي، قال الوائلي إنّ ذلك لا يؤثر كثيراً، لكنّه "سيصعّب عملية صناعة القرار في أوروبا حيث سيكون الأمر معقداً جداً، ففي السابق ربّما كان الخروج بقرار مهم يستغرق من أسبوعين إلى شهر، لكن الآن سيستغرق ذلك القرار أكثر، مع الإشارة إلى أنّ اليمين المتطرف سيكون بحاجة إلى التحالف مع أحزاب أخرى كي يتمكن من إعاقة مجموعة من القرارات الأوروبية، فيما في المقابل يوجد حزب الشعب الأوروبي الذي يملك الأغلبية وثمّة حزب ليبرالي ديمقراطي من دون هوية، وبالتالي في حال تحالفا معاً ربّما سيتغلبان على اليمين المتطرف".

وأضاف: "يمكن القول بهذا المعنى إنّ أوروبا انتقلت من حالة التقاعس التقليدي إلى أوروبا شابّة تواكب الولايات المتحدة الأمريكية، وحالة النمو الاقتصادي في الصين، وتواكب أيضاً حالة النمو الموجودة في الشرق الأوسط".

الملف الأوكراني

وتابع: "لكن حتّى وإنْ استلم اليمين المتطرف رئاسة أيّ حكومة أوروبية، فهو لا يستطيع حقيقة أن يجاري الواقع الأوروبي، وثمّة تجربة سابقة مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، فهي كانت في اليمين المتطرّف وكانت تدعو أيضاً إلى خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي، لكنّها بعد ذلك أكّدت أنّها جزء لا يتجزأ من أوروبا الموحّدة لأنّ لدى إيطاليا دين عام يبلغ 123 مليار يورو، وبالتالي هي بحاجة إلى سوق أوروبية مشتركة".

وختم الخبير في الشؤون الأوروبية حديثه مع "الخليج الان" قائلاً إنّ "ملف أوكرانيا هو من أكثر الملفات أهميةً في أوروبا وثمّة رأيان، الأوّل لا يرغب في الحرب الدائرة وهو يدعو إلى إنهائها لأنّها منهكة ومكلفة، وفي المقابل ثمّة رأي آخر يعبّر عنه اليمين المتطرف يفيد بوجوب أن يكون هناك حوار مع روسيا وبالتالي الآن ربّما ستشهد أوروبا حالة من النقاش الحاد والعميق داخل البرلمان الأوروبي لإيجاد نهاية لتلك الحرب، ولكن أريد أن أذكر أيضاً بأن ميلوني كانت من أكبر أصدقاء روسيا، لكنها عندما أصبحت رئيسة للحكومة انخرطت ضمن الوحدة الأوروبية".