الغزيون "يتنفسون الموت" بسبب ركام الحرب والنفايات

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 03:03 مساءً - يتنفس الغزيون الموت بسبب ركام المنازل التي هدمت بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عدة أشهر، علاوة على المخاطر التي يواجهونها بسبب النفايات الصلبة التي لا يمكن للجهات المختصة التعامل معها؛ بسبب نقص الإمكانيات والمعدات نتيجة الحرب.

Advertisements

وحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن "عملية إزالة كميات الركام الهائلة والتي تشمل ذخائر لم تنفجر خلفتها الحرب الإسرائيلية على القطاع قد تستغرق نحو 14 عامًا"، مشيرًا إلى أن الحرب خلفت 37 مليون طن من الركام.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن "أكثر من 330 ألف طن من النفايات تراكمت في مناطق مأهولة بالسكان في جميع مناطق القطاع"، مشيرة إلى أن "هذه النفايات المتراكمة تشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية".

آثار خطيرة

وأكد الخبير بالشأن البيئي، أحمد حلس، أن "الحرب الإسرائيلية جعلت من القطاع منطقة غير قابلة للحياة، وتسببت بكوارث غير مسبوقة تحتاج لعقود من أجل معالجة آثارها"، لافتًا إلى أن ركام المنازل المدمرة من أكبر الكوارث في غزة.

الركام في غزةرويترز

وقال حلس، لـ"الخليج الان"، إن "ركام المنازل مختلط بأنواع مختلفة من المواد الخطيرة والتي قد يكون بعضها محرمًا دوليًّا، سيكون سببًا في تغييرات جذرية للبيئة الفلسطينية والمناخ في المنطقة، خاصة ما يتعلق بالاحتباس الحراري".

وأوضح أن "ركام المنازل والنفايات الصلبة المتراكمة في مختلف المناطق في قطاع غزة، ستكون سببًا لبعض الظواهر البيئية الغربية، كما أن عدم تحلل بعض النفايات بيئيًّا سيؤدي إلى دمار كامل في التربة والخزان الجوفي".

وأشار إلى أن "الدمار الهائل الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية على البيئة والبنية التحتية يحتاج لعقود من الزمن من أجل إصلاحه، كما أن هناك حاجة لخبراء دوليين لدراسة تلك الآثار ومعرفة نوعية المواد المستخدمة".

أخبار ذات صلة

"موت تحت الركام".. مسؤولون يروون فاجعة غزة

وأضاف: "بتقديري المطلوب الآن العمل بشكل فوري على حصر أضرار النفايات الصلبة، وذلك من خلال توفير المواد اللازمة والمعدات والوقود للجهات المختصة بهذا الأمر من أجل معالجتها بشكل سريع"، مبينًا أن ذلك يضمن جزئيًّا تحجيم الكارثة بغزة.

أمراض مزمنة

وأكد مدير عام الرعاية الصحية والأوبئة في وزارة الصحة بغزة، غسان وهبة، أن "ركام المنازل والنفايات الصلبة سيكونان سببين لتفشي الأمراض المزمنة والخطيرة في القطاع خلال السنوات والعقود المقبلة"، مشددًا على أن الوضع الصحي للسكان سيكون خطيرًا للغاية.

وقال وهبة، لـ"الخليج الان"، إنه "ونتيجة للأطنان الهائلة من الركام والنفايات الصلبة بدأت الجهات المختصة في غزة برصد تفشي بعض الأمراض التي لم تكن موجودة في القطاع قبل ذلك، خاصة الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي".

وأضاف: "النفايات الصلبة وركام المنازل وما ينتج عنها يضر بشكل كبير بالإنسان، ويتسبب بتفشي الأمراض التنفسية والجلدية"، مبينًا أنه تم تسجيل إصابة عدد من المواطنين بأمراض مرتبطة بالمركّبات السامة للصواريخ الإسرائيلية.

الركام في غزةرويترز

وتابع: "هناك شكوك بوجود عناصر سامة جدًّا بالأسلحة المستخدمة بالحرب، واختلاطها بركام المنازل والبيئة العامة سيكون له آثار كارثية على صحة السكان وسيمتد ليؤثر على المنطقة بأسرها"، مشيرًا إلى أن من بين تلك العناصر الزئبق والديوكسينات، وهما مسببان رئيسان للسرطان.

وأشار إلى أنه "من المرجح أن تتسبب الكميات الكبيرة من المواد السامة وركام المنازل والنفايات بتفشي مرض السرطان بشكل غير مسبوق في القطاع"، مطالبًا بتحرك دولي عاجل من أجل وقف الحرب وإنقاذ البيئة الفلسطينية.

أخبار متعلقة :