الانتخابات البلجيكية.. "انعطاف مفاجئ" إلى اليمين

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 03:03 مساءً -  شهدت الانتخابات الفيدرالية البلجيكية في 9 يونيو حزيران تحولاً سياسيًا غير متوقع، مع تحول منطقة والونيا ذات الميول اليسارية تقليديًا، إلى اليمين.

Advertisements

وتركت هذه النتيجة المفاجئة الكثيرين في حالة من عدم تصديق، في منطقة فلاندرز، إذ كان صعود اليمين المتطرف متوقعًا ولكنه مخيب للآمال.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن يوم الانتخابات شهد انتصارًا للقوميين المحافظين في فلاندرز بفارق ضئيل على الانفصاليين اليمينيين المتطرفين، متحدين توقعات ما قبل الانتخابات.

وأشارت الصحيفة إلى أن والونيا، التي سيطر عليها الحزب الاشتراكي لمدة طويلة، صوتت بأغلبية ساحقة لصالح أحزاب الوسط واليمين، موضحة أن هذا التحول أدى إلى تداعيات فورية.

وقالت إنه في هذا السياق قدم زعيم الحزب الاشتراكي بول ماغنيت استقالته، التي رُفِضَت، وأعلن الحزب انتقاله إلى المعارضة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأضافت الصحيفة أنه في خطوة غير مسبوقة، في خلال 48 ساعة بعد الانتخابات، شكلت الحركة الإصلاحية الليبرالية وحزب "الملتزمين" الوسطي ائتلافًا لحكم والونيا.

وبينت أن هذا البناء السريع للائتلاف كان ملحوظاً بشكل خاص في بلد معروف بمحادثاته الائتلافية المطولة، مثل الرقم القياسي الذي استغرقه تشكيل حكومة فيدرالية في الفترة 2010-2011 والذي بلغ 541 يوماً.

الأمر مدهش للغاية، ويكاد لا يصدق.. إنه واقع جديد.

بارت دي ويفر، زعيم الحزب القومي الفلمنكي الجديد

وكانت تداعيات التحول السياسي في والونيا ملموسة بشدة في فلاندرز، إذ كان انهيار اليسار صارخًا، وشهد الحزب الاشتراكي خسارة كبيرة، محتفظا بـ 16 مقعدًا فقط من مقاعده الفيدرالية البالغ عددها 22 مقعدًا.

واحتفظ حزب الخضر بأربعة من مقاعده الـ 13 السابقة، وخسر حزب العمال البلجيكي اليساري المتطرف مقعدين، خلافًا لتوقعات الاستطلاع، ما أدى إلى انخفاض إجمالي مقاعده إلى 8.

وشهد حزب العمال البلجيكي لحظة قصيرة من الفشل، قبل إعلان الفوز؛ وذلك بسبب خطأ في الترميز في فرز الأصوات.

 وبدوره، أعرب بارت دي ويفر، زعيم الحزب القومي الفلمنكي الجديد (N-VA) والمدافع عن قدر أكبر من الحكم الذاتي الإقليمي، عن دهشته من نتائج والونيا، مضيفًا "الأمر مدهش للغاية، ويكاد لا يصدق.. إنه واقع جديد".

ويأتي هذا التطور غير المتوقع في الوقت الذي يواجه فيه حزب" N-VA" الذي يتزعمه دي ويفر مهمة صعبة تتمثل في تشكيل حكومة في فلاندرز، ومن المحتمل أن تنطوي على تحالفات مع الديمقراطيين المسيحيين والاشتراكيين، إلى جانب تنفيذ ميزانية تقشفية.

وكان التحول في والونيا، إذ إن تولي حزب الملتزمين الوسطي اليمني زمام الأمور، بمنزلة صدمة لدى ويفر، الذي انتقد في السابق والونيا لاعتمادها بشكل كبير على الدعم المالي الفلمنكي.

وكان قد قام في السابق بأعمال استفزازية، مثل وصوله إلى والونيا بشاحنات مليئة بأوراق نقدية مزيفة ترمز إلى التحويلات المالية من فلاندرز.

وعلى الرغم من أفعاله السابقة، يجد دي ويفر الآن أن رؤيته بشأن "الاتحاد الكونفدرالي" بين مناطق بلجيكا تواجه تحديًا.

وأكدت "لوموند" أن الاصطفاف السياسي الناشئ يشير إلى تنسيق محتمل للسياسات في أنحاء البلاد جميعه، ما يقلل من الحاجة إلى إصلاحات جذرية.

أخبار ذات صلة

استقالة رئيس وزراء بلجيكا بعد خسارة حزبه الانتخابات الأوروبية

في المقابل، أشادت الصحيفة الفلمنكية الشهيرة بالحكم "الفعال" الناشئ في والونيا، مسلطة الضوء على السهولة التي شكلت بها والونيا حكومتها مقارنة بالركود الذي شهدته السياسة الفلمنكية.

 ومع تشكيل الائتلاف الجديد، من المتوقع أن يضغط حزب الحركة الثورية وحزب الملتزمين من أجل تشكيل سريع لحكومة فيدرالية، لتجاوز المأزق المتوقع في دي ويفر.

وختمت الصحيفة بالقول إن هذا الواقع الجديد في المشهد السياسي البلجيكي يمكن أن يبشر بنهج أكثر توحدًا في أنحاء مناطق البلاد جميعها.