هل تستبدل النيجر شركات التعدين الغربية بأخرى روسية وإيرانية؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 10:06 صباحاً - تسابق شركتان فرنسية وكندية الزمن لتجنب تنفيذ حكام المجلس العسكري في النيجر تهديداتهم بإلغاء عقود استغلال اليورانيوم وتحويلها إلى منافسيهم الروس والإيرانيين.

Advertisements

واتخذت المجموعة الفرنسية "أورانو"(أريفا سابقا)، خطوة نحو الاستغلال الفعال لمنجم "إيمورارين" العملاق لليورانيوم في النيجر، رغم التوتر المتزايد بين سلطات نيامي وشركات التعدين الغربية.

وكشفت عبر موقعها الإلكتروني عن إطلاق الترتيبات اللازمة في المنجم الواقع جنوب أرليت، بعد أن تم تجميد العمليات منذ ما يقرب من 10 سنوات.

وهدد المجلس العسكري النيجري شركة كندية بسحب تصريحها إذا لم تبدأ في استغلال اليورانيوم قبل الثالث من شهر تموز/يوليو المُقبل.

وبحسب مصدر إعلامي فرنسي في أرليت، فإن "أورانو" الفرنسية كانت ستتلقى نفس التهديد، مع موعد نهائي هو 19 من شهر حزيران/يونيو الجاري.

أخبار ذات صلة

تصاعد التوتر بين البلدين.. النيجر تتهم بنين بتنفيذ "أجندة فرنسية" ضدها

وكان من المقرر أن يبدأ مشروع "إيمورارين"، أحد أكبر مكامن اليورانيوم في العالم، الإنتاج، في العام 2015، لكن تم تجميده في أعقاب كارثة فوكوشيما في اليابان، التي تسببت في انخفاض السعر العالمي للوقود النووي، إلا أن ظروف السوق، وزيادة الأسعار، سمحت حاليًا بإعادة التفكير في تشغيله مجددًا.

وستقوم "أورانو" قريبًا باستغلال مخزون اليورانيوم الكبير في "إيمورارين" في النيجر باحتياطيات تقدر بـ200 ألف طن.

وفي شهر آذار/مارس من العام 2023، أشار ماثيو دافرينش، مدير شركة "إيمورارين إس إيه"، إلى أن قرار استغلال هذا المخزون سيتم اتخاذه في عام 2028، بعد الاختبارات في عام 2024.

وتدير "أورانو" حاليًا منجمًا واحدًا لليورانيوم في النيجر في منطقة أرليت شمالي البلاد، بعد إغلاق موقع "كوميناك"، في العام 2021، وتدير المنجم النشط الوحيد في النيجر، حيث توفر ما يصل إلى 17% من احتياجات فرنسا من اليورانيوم.

قلق فرنسي

وتسعى شركة "روساتوم" النووية الحكومية الروسية إلى السيطرة على أصول اليورانيوم، التي تحتفظ بها حاليًا الشركة الفرنسية في النيجر، حيثُ بدأت نيامي مناقشات لنقل أنشطة "أورانو" إلى الوكالة النووية الروسية، وهو ما تنفيه المجموعة الفرنسية.

أخبار ذات صلة

مساعٍ روسية لحرمان فرنسا من "يورانيوم" النيجر

وتشعر فرنسا بالقلق إزاء التقارب بين إيران والنيجر، لا سيما التقارير حول إمكانية حصول طهران على اليورانيوم من الدولة الأفريقية، فيما يشتبه بأن السلطات الإيرانية تسعى إلى شراء 300 طن من اليورانيوم المركز من النيجريين مقابل الأسلحة.

وتوفر النيجر 4.7% من إنتاج اليورانيوم الطبيعي العالمي، متخلفة كثيرًا عن كازاخستان (45.2%)، وفقًا لأرقام العام 2021 الصادرة عن وكالة التوريد الأوروبية للطاقة الذرية.

وارتفعت أسعار اليورانيوم إلى أعلى مستوياتها منذ 17 عامًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الاستيلاء العسكري على البلاد أوقف الصادرات من النيجر للدول التي تستمد إمداداتها من خامات اليورانيوم عالية الجودة في أفريقيا، وفقًا للرابطة النووية العالمية.