محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 12:03 صباحاً - يلعب الكولين، وهو عنصر غذائي أساسي موجود في العديد من الأطعمة مثل البيض الكامل وفول الصويا والخضروات، دورًا حاسمًا في صحة القلب ووظيفة الدماغ.
وأشارت الأبحاث الحديثة، إلى أن تناول الكولين المعتدل قد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
وبحسب تقرير نشره موقع "medical news today"، لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيس للوفاة حول العالم، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تصلب الشرايين، والذي ينطوي على تراكم الترسبات في القلب ونظام الأوعية الدموية.
وفي حين أن ارتفاع ضغط الدم والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي هي عوامل خطر معروفة، إلا أن تأثير مكونات غذائية محددة على أمراض القلب والأوعية الدموية لا يزال غير مفهوم.
واستحوذ الكولين، الموجود في كل من الأطعمة الحيوانية والنباتية، على الاهتمام لفوائده المحتملة على صحة القلب، على الرغم من أن دوره الدقيق في تصلب الشرايين لا يزال قيد الدراسة.
وتشير الدراسات الرصدية إلى أن تناول كميات أكبر من الكولين قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، فقد أشارت بعض الدراسات الاخرى التي أجريت على الحيوانات إلى أن الكولين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى المزيد من التجارب السريرية على البشر.
وهدفت دراسة رصدية جديدة إلى توضيح العلاقة بين تناول الكولين وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين.
بالإضافة إلى ذلك، بحثت الدراسة في تأثير الكولين على متلازمة التمثيل الغذائي وعوامل الخطر المرتبطة بها، والتي تساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وحللت الدراسة بيانات من 5525 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا فما فوق، وتم جمعها من خلال المسح الوطني بين عامي 2011 و2018.
وكان متوسط عمر المشاركين 48 عامًا، مع أعداد متساوية تقريبًا من الرجال والنساء، وأغلبهم من غير اللاتينيين. وكان لدى معظمهم مستويات منخفضة من النشاط البدني والسمنة في منطقة البطن.
وحدد الباحثون المشاركين الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين إذا كان لديهم تاريخ من حالات مثل قصور القلب الاحتقاني، وأمراض القلب التاجية، والذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، أو السكتة الدماغية.
ثم جرى تحديد المتلازمة الأيضية من خلال وجود ثلاثة عوامل خطر على الأقل، بما في ذلك ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الصيام، أو ضغط الدم، أو الدهون الثلاثية، أو محيط الخصر، أو انخفاض كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).
كما تم تقييم تناول الكولين باستخدام دراستين استقصائيتين غذائيتين على مدار 24 ساعة لكل مشارك، مع تقسيم المدخول إلى أربعة أرباع.
وحُللت العلاقة بين تناول الكولين وأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الديموغرافية ونمط الحياة.
وأشارت نتائج الدراسة، إلى أن تناول الكولين المعتدل يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولوحظت الفوائد المثلى لصحة القلب عند مستويات معينة من تناول الكولين، حيث يكون تناول كميات غير كافية أو مفرطة أقل فائدة.
فبالنسبة للنساء، يقدم تناول حوالي 244 ملليجرامًا يوميًا، وللرجال 367 ملليجرامًا، الفوائد الصحية المطلوبة للقلب.
وأشار التحليل إلى أن تناول الكولين في الربع الثالث كان مرتبطًا بانخفاض احتمالات الإصابة بقصور القلب الاحتقاني والسكتة الدماغية.
ومع ذلك، يبدو أن استهلاك أكثر من 342 ملليغرامًا يوميًا يزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بقصور القلب، على الرغم من أنه لا يؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
ولاحظ الباحثون أن الدماغ قد يتحكم في تناول كمية زائدة من الكولين، مما قد يخفف من بعض المخاطر.
وبشكل عام، لاحظت الدراسة وجود علاقة عكسية وغير خطية بين تناول الكولين وأمراض القلب والأوعية الدموية تصلب الشرايين، وخاصة عند الرجال.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتم العثور على صلة مهمة بين تناول الكولين ومتلازمة التمثيل الغذائي أو مكوناته، على الرغم من أن المتلازمة تظل مؤشرًا قويًا للوفيات في أمراض القلب.
ويوصي الخبراء بالحصول على الكولين من الأطعمة الكاملة بدلًا من المكملات الغذائية، ويؤكدون أن تناول الكولين يجب أن يكون جزءًا من تغييرات نمط الحياة الأوسع التي تهدف إلى الوقاية من أمراض القلب.