مصادر لـ"الخليج الان": إيران "تجس نبض" العراق بشأن اندلاع حرب جنوبي لبنان

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 10:06 مساءً - كشفت مصادر مطلعة، عن فحوى زيارة القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني إلى العاصمة العراقية بغداد، مؤكدةً أن الأخير جاء لجس النبض حول مجريات الأحداث في جنوب لبنان واحتمالية اندلاع الحرب فيها.

Advertisements

وتأتي الزيارة، في وقت تحاول فيه طهران، إثبات وجودها في العراق، كونها اللاعب الأساس، في حين تريد إرسال رسائل إلى واشنطن، بعد فقدانها صقر سياستها الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، في حادث تحطم مروحية برفقة الرئيس إبراهيم رئيسي.

زيارة ليست ضمن الأجندة

وقال مصدر في الخارجية العراقية لـ "الخليج الان"، إن "زيارة وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري لم تكن ضمن أجندة الزيارات، ولكن مستجدات المنطقة وما يجري فيها من تصاعد للأحداث، خصوصًا حرب غزة دفعت طهران لإرسال مبعوثها للعراق".

وأوضح بأن "باقري التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ووزير الخارجية فؤاد معصوم، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان".

وفي لقاءاته الثلاث الأولى، يبدو أن ما جاء إليه باقري، بحسب المصدر "يتعلق بشبح الحرب في جنوب لبنان وما سيكون موقع العراق من تلك الحرب، لأن غالبية الملفات التي تمت مناقشتها هي سطحية ما عدا هذا الملف".

وهذه الزيارة هي الأولى لباقري بصفته وزيرًا للخارجية، عقب وفاة سلفه حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم مروحية برفقة الرئيس إبراهيم رئيسي، وهي أول زيارة لوفد رسمي إيراني بُعيد زيارة محمد السوداني للعاصمة واشنطن نيسان الماضي.

وعقد باقري فور وصوله إلى بغداد، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع نظيره العراقي فؤاد حسين، دعا فيه الدول الإسلامية والعربية إلى استخدام طاقاتها وإمكاناتها لإيقاف الحرب في قطاع غزة.

توسيع دائرة الحرب

وقال باقري خلال المؤتمر إن "إسرائيل من الممكن أن ترتكب خطأ آخر بتوسيع دائرة الحرب في المنطقة"، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على جنوبي لبنان.

ويأتي تركيز طهران على بغداد فيما يتعلق بملف جنوب لبنان، لارتباط أذرع إيران في العراق من الميليشيات المسلحة بملفي سوريا ولبنان، حيث تتبادل مع ميليشيا حزب الله اللبناني الخبرات عبر التدريب والعمليات المشتركة، فضلًا عن خط إمداد الأسلحة الممتد عبر (طهران-العراق-سوريا-لبنان).

ويقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، كرم الأعرجي، إن "فتح إسرائيل لجبهة جنوب لبنان لن تنحسر نيرانها على لبنان فقط، بل ستمتد في المنطقة، وصولًا لسوريا والعراق، حيث لن تسكت طهران عن فقدان موطئ قدمها في لبنان، وهي ستستعمل كل أوراقها بهدف تثبيت دعائم حزب الله اللبناني".

بغداد بين نارين

وأضاف، لـ "الخليج الان"، إن "بغداد ستقع بين نارين في حال اندلاع تلك الحرب، نار واشنطن ونار طهران، لهذا أسرعت الأخيرة لإرسال مبعوثها إلى بغداد، وفي هذا التوقيت تحديدًا، لمعرفة طبيعة الموقف العراقي، وهو ما جرى الكشف عنه، خلال حديث وزير الخارجية علي باقري كني، في المؤتمر الصحفي".

المحلل السياسي، عبد الله البيضاني، يرى أن زيارة المسؤول الإيراني إلى العراق تأتي مع تماهي رئيس الوزراء محمد السوداني مع بعض توجهات الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصًا ما يتعلق بحماية مصالحها التجارية في البلاد.

وقال لـ "الخليج الان"، إن "نكبة طهران برئيسي واللهيان، وقبلها سليماني، أضعف سطوتها نوعًا ما على القرار العراقي، هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار توجه السوداني للانفتاح على واشنطن في مجالات عديدة، واستجابته لحماية مصالحها، وهذا ما دفع طهران لمثل هذه الزيارة، التي تريد من خلالها إثبات وجودها في العراق، وحتى في إقليم كردستان، الذي ينوي وزير خارجيتها زيارته غدًا".