خبراء: دعوات التحالف مع اليمين المتطرف تخلق انقسامات عميقة في فرنسا

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 07:06 مساءً - أكد خبراء فرنسيون، أن اليمين الفرنسي يشهد انقسامات عميقة نتيجة رغبته في إعادة تشكيل نفسه بالتحالف مع اليمين المتطرف، في الانتخابات التشريعية المقبلة، بعدما شهد صعوداً في انتخابات البرلمان الأوروبي.

Advertisements

وفي خطوة يرى مراقبون أنها مؤشر على فوضى سياسية أطلقها قرار ماكرون، قررت قيادة حزب الجمهوريين، أمس الأربعاء، طرد زعيم الحزب إيريك سيوتي بعد أن دعا إلى تحالف انتخابي بين مرشحي حزبه وحزب مارين لوبان.

وقال أستاذ العلوم السياسية، ألكسندر دلفال، لـ"الخليج الان"، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان صريحاً خلال خطابه الأخير، وذلك عندما حث الأحزاب الفرنسية على الانضمام لتحالفه الانتخابي ضد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، موضحاً أن نداءه يمكن أن يجذب شريحة كبيرة من اليمين الفرنسي الذي يخشى هيمنة اليمين المتطرف.

وأضاف ألكسندر دلفال أن "هناك وجها آخر لانقسمات اليمين المحافظ الفرنسي، هو ما حدث في حزب الجمهوريين، إذ أطاح الحزب برئيسه إريك سيوتي؛ بسبب سعيه لعقد اتفاق مع اليمين المتطرف، لكن سيوتي رفض هذا القرار على الفور، معتبراً أن اجتماع زعماء الحزب بدونه غير قانوني وتوعد بمقاضاة حزبه".

أزمة الجمهوريين

وردًّا على طرد حزب الجمهوريين لرئيس الحزب إريك سيوتي، اعتبر رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه (حزب الجمهوريين)، في مقابلة على قناة "تي.إف.1" الفرنسية، أنه كان من الضروري "توضيح الوضع؛ لأن إريك سيوتي لم يحترم سياسة التوجهات التي يقررها المكتب السياسي للحزب".

وبينما أعلن إريك سيوتي على قناة "سي.نيوز" أن حوالي 80 مرشحًا من حزب الجمهوريين، سيدعمهم التجمع الوطني في الانتخابات التشريعية، أكد جيرار لارشيه مجدداً أن الحزب لن يدعم سوى مرشحيه فقط ولن يدخل في أي تحالفات مع أحزاب يمينية أخرى.

واجتمع حزب الجمهوريين أمس، وصوت على إعادة تسمية جميع نوابه المنتهية ولايتهم، باستثناء إريك سيوتي وكريستيل دينتورني، وبذلك فإن هذين العضوين لن يمثلا الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وردًّا على سيوتي الذي يؤكد أن اللجنة المعنية وقرار الاستبعاد ليسا شرعيين ولا قانونيين، قال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي: "الشرعية جاءت من إجماع أعضاء مجلس الشيوخ وشبه الإجماع".

وأكد رئيس مجلس الشيوخ أن "المكتب السياسي هو الذي يحدد ما يجب أن يكون عليه المحور السياسي، والتحالفات السياسية لا تزال قرارا مهما للغاية".

خيانة حزب الاسترداد

من جانبه، قال المحلل السياسي الفرنسي والمستشار في الأمم المتحدة، أوليفييه دوزون، لـ"الخليج الان"، أن مؤشراً آخر على انقسامات اليمين الفرنسي، هو ما حدث مع حزب الاسترداد (اليميني) الذي يتزعمه إريك زمور، إذ تبرأ الأخير، من نائبة رئيس الحزب، ورئيسة القائمة في انتخابات البرلمان الأوروبي، ماريون مارشال لوبان، وهي ابنة أخ زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، وذلك لدعوتها إلى دعم التحالف بين حزب التجمع الوطني والرئيس السابق لحزب الجمهوريين، ما اعتبره الحزب خيانة عظمى".

وتأتي التطورات السياسية المتسارعة بعد قرار الرئيس الفرنسي، المفاجئ بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة في غضون أسابيع قليلة، فيما يرى مراقبون أن تلك الانتخابات قد تمكن حزب التجمع الوطني، من العودة للصدارة بعد سنوات من الإقصاء، إلا أنه اختبار حقيقي لشعبية الرئيس الفرنسي في منتصف المدة.

وخلال مقابلة مع محطة"بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية، ردّ إريك زمور، المجادل اليميني المتطرف ورئيس حزب "الاسترداد" على تصريحات ماريون ماريشال، نائبة رئيس الحزب نفسه، التي دعت، يوم الأربعاء، إلى التصويت للمرشحين المدعومين من قبل التجمع الوطني (يمين متطرف) في الانتخابات التشريعية المبكرة".

وقال المرشح الرئاسي السابق، إريك زمور، إنها "تفاوضت لنفسها ولأصدقائها وعشيرتها داخل التجمع الوطني، وأضاف أنها تستبعد نفسها من هذا الحزب" وقال زموز: "هذا هو الرقم القياسي العالمي للخيانة".

ويؤكد زمور أنه "مستعد اليوم لسحب مرشحيه، في حالة التوصل إلى اتفاق مع حزب التجمع الوطني.

صفقة مع الشيطان

وقد وصف ماكرون مثل هذا الاتفاق بأنه "صفقة مع الشيطان"، وفق تعبيره، وكان من شأن هذه الخطوة لو تمت، أن تنهي توافقا سياسيا عاما في فرنسا مستمرا منذ عقود لمنع اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة.