لبناء "هوية جديدة".. أوريليان برادييه يدعو لرؤية إصلاحية لليمين الفرنسي

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 05:13 مساءً - دعا النائب الفرنسي أوريليان برادييه، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" إلى إجراء إصلاح كبير للحزب الجمهوري في أعقاب استبعاد زعيم اليمين الوسطي إريك سيوتي، الذي كان قد أعلن عن استعداده لتشكيل تحالف انتخابي مع اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان.

Advertisements

وقال برادييه، وهو شخصية بارزة داخل حزب يمين الوسط، إن التطورات الأخيرة تسلط الضوء على الحاجة إلى إعادة بناء الحزب بهوية جديدة تنأى بنفسها عن التحالفات مع اليمين المتطرف.

أخبار ذات صلة

"مستعدون لتسلم السلطة".. أول تعليق من لوبان على فوز اليمين الفرنسي

نقطة تحول حاسمة

ويبرز موقف برادييه باعتباره لحظة محورية بالنسبة إلى حزب الجمهوريين وذلَك بعد اتفاق سيوتي الذي أثار جدلاً واسعًا.

ووفقًا لبرادييه، فإن القرار بالإجماع باستبعاد سيوتي يسلّط الضوء على نقطة تحول حاسمة، حيث تم التنازل عن المبادئ الأساسية لليمين الديغولي من أجل البقاء السياسي.

ويشبه تصرفات سيوتي باتجاه أوسع من الخيانة السياسية، وهو ما يعكس في رأيه انحطاط السلوك السياسي حيث يتجاوز الطموح الشخصي القيم التاريخية.

وبالتأمل في تجربته الخاصة، يتذكر برادييه معارضته لسيوتي خلال مناقشة إصلاح نظام التقاعد للعام 2023، الأمر الذي كلفه منصبه باعتباره الرجل الثاني في الحزب.

ويصف تحرك سيوتي نحو التعاون مع اليمين المتطرف بأنه تتويج للميول الانتهازية التي أدت إلى تآكل سلامة المشهد السياسي.

سياسة الخدمة الذاتية

ويمتد انتقاد برادييه إلى ما يعتبره نمطًا من سياسة الخدمة الذاتية، حيث يعطي الأفراد الأولوية للمناصب الوزارية على حساب الولاء للحزب والخدمة العامة. مع ذلك، يرى برادييه أن هذه الأزمة فرصة للحق في إعادة تعريف نفسه، منتقدًا إحجام حزب الليبراليين التاريخي عن تأكيد استقلاله.

وأشار إلى أن مستقبل الحزب لا ينبغي أن يتشابك مع سياسات ماكرون الوسطية أو أجندة اليمين المتطرف.

ويرى برادييه أن هذا هو "العام صفر" المحتمل بالنسبة لليمين، حاثًا على العودة إلى السياسة المبدئية والابتعاد عن التحالفات النفعية.

وفي معرض تناوله لفكرة أن مقاتلي الجمهوريين  قد يدعمون الاتفاق مع حزب الجبهة الوطنية، أعرب برادييه عن تصميمه على تجديد جاذبية الحزب واستعادة الأمل بين مؤيديه.

ويصر على عدم اختزال الحق في مجرد حسابات انتخابية أو مناورات انتهازية، وهو يدعو بدلاً من ذلك إلى إحياء الحوار الديمقراطي الحقيقي ورفض المشهد الذي سيطر على الخطاب السياسي الأخير.

وردًا على مبادرات الرئيس ماكرون لأعضاء حزب اليسار الذين رفضوا تحالف حزب الجبهة الوطنية، يرفض برادييه أهمية ماكرون لمستقبل السياسة الفرنسية. ويؤكد أن ماكرون، مثل سيوتي، يمثل حقبة سياسية عفا عليها الزمن بالفعل.

كما يؤكد برادييه، الحاجة إلى الحق في إعادة البناء بشكل مستقل عن نفوذ ماكرون، داعيًا إلى ترسيم واضح بين الخطوط السياسية التي لا ينبغي طمسها من أجل الوحدة السطحية.

أخبار ذات صلة

خبير دولي: "اليمين المتطرف" سيتجه للتحالف مع "أقصى اليسار" في أوروبا

القيادة المجازفة

وتطرق برادييه أيضًا إلى ترشيح لوران فوكييه لمنصب هوت لوار، مشيدًا بقراره إعادة الانخراط بنشاط في الأوقات الصعبة. ويشير برادييه إلى أن هذا هو نوع القيادة المجازفة التي تحتاجها الحكومة في عملية إعادة الإعمار.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن برادييه غير متأكد من قدرته على الترشح تحت راية حزب اليسار في دائرته الانتخابية، معترفا بأن اسم الحزب وسمعته قد شُوهتا، مما يشير إلى أن إصلاح اليمين قد يتطلب هوية جديدة تمامًا. 
ومع ذلك، فهو يصر على أن مثل هذا التحول هو أكثر من مجرد عملية إعادة صياغة للعلامة التجارية - بل يجب أن يكون تجديدًا شاملاً يقوده جيل جديد من القادة.

وعن تفكيره بدوره في هذا المستقبل، يظل برادييه ملتزمًا برحلة سياسية طويلة الأمد مكرسة لخدمة فرنسا، دون أن تردعها انتكاسات الماضي أو الطموحات المباشرة، معتقدًا أن مفتاح إعادة البناء يكمن في الاستمرار في المشاركة، حتى في ظل الشدائد، وتعزيز الحوار داخل الحزب لصياغة مسار جديد للمضي قدمًا.

ومع استمرار تأثير حزب الجبهة الوطنية في الظهور بشكل كبير، يعرب برادييه عن عزمه على مكافحة جاذبيته من خلال الدعوة إلى سياسات تعالج بصدق مخاوف الشعب الفرنسي، وتبتعد عن الخطاب الأخلاقي، وتركز على الحلول العملية.

ويرى برادييه أن هذه اللحظة الحاسمة لا تتعلق فقط بمواجهة اليمين المتطرف، بل تتعلق بتنشيط حركة سياسية يمكنها تمثيل وإلهام الشعب الفرنسي بشكل حقيقي.

أخبار ذات صلة

لمواجهة اليمين المتطرف.. ماكرون يرنو لتحالف انتخابي ضد حزب لوبان