محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 05:13 مساءً - أثار ميناء تقوم الصين ببنائه في البيرو في أمريكا الجنوبية قلق الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقالت الصحيفة، إن بكين تقوم ببناء ميناء ضخم يسمى تشانكاي في بلدة هادئة على ساحل أمريكا الجنوبية على المحيط الهادئ.
ويتمتع هذا الميناء، المملوك في معظمه لمجموعة الصين للملاحة البحرية (كوسكو)، بقدرة على تحدي النفوذ الأمريكي في المنطقة وتحسين التجارة بين آسيا وأمريكا الجنوبية، وفقا للصحيفة.
كما يَعِد الميناء بتقصير أوقات الإبحار عبر المحيط الهادئ لبضائع مثل التوت الأزرق والنحاس، ما يفيد العملاء في أماكن بعيدة مثل البرازيل.
ويقع الميناء الذي تبلغ تكلفته 3.5 مليار دولار شمال عاصمة البيرو، ليما، وسيكون أول ميناء على ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية قادرًا على استقبال السفن العملاقة. وتزعم كوسكو أن الميناء مخصص للتجارة والتنمية فقط.
"وجود عسكري"
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من سيطرة الصين على الميناء؛ خوفًا من أن يعزز ذلك من قبضة بكين على موارد المنطقة ويؤدي في نهاية المطاف إلى وجود عسكري.
ومن جهة أخرى، يرى مسؤولون أمريكيون سابقون أن هذا المشروع يسلط الضوء على الفراغ الدبلوماسي الذي تركته الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية.
وقد رفضت البيرو المخاوف الأمريكية ورحبت بالاستثمارات الصينية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الموانئ والتعدين والكهرباء، حيث تحتل البلاد المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر تأثرًا بالصين في العالم.
واستثمرت الصين بنشاط في البنية التحتية للموانئ في جميع أنحاء العالم، ما يوفر لها نفوذًا دبلوماسيًّا لدى الدول الباحثة عن الاستثمار.
وفي حين أن الموانئ الصينية لم تصبح قواعد عسكرية، إلا أن الإمكانات التجارية والعسكرية لهذه الموانئ تشكل مصدر قلق للولايات المتحدة.
ووضع الميناء البيرو في وسط التنافس بين الصين والولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية، فقد طورت البرازيل، وهي أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، علاقاتها مع الصين، كما سعت دول أخرى في المنطقة إلى الحصول على استثمارات صينية.
وتأمل البيرو أن يفتح الميناء أسواقًا آسيوية جديدة لمنتجاتها الزراعية، وكذلك بالنسبة للبرازيل التي تواجه حاليًّا صعوبات لوجستية في التصدير إلى الصين.
في المقابل، تسبب بناء ميناء تشانكاي في تعطيل مجتمع الصيد المحلي، ما أدى إلى مخاوف بشأن الآثار البيئية.
مصنع سمك في البيروأ ف ب
ومع ذلك، يعتقد مؤيدو الميناء أنه سيعزز التنمية الاقتصادية ويوفر فرصًا جديدة في السوق للمصدرين البيروفيين.
ويرى وزير النقل البرازيلي أن المشروع مفيد ولكنه يقرّ بالتحديات المعقدة التي تواجه الربط بالميناء.
ويتجلى التنافس بين الصين والولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية بشكل أكبر مع مشاركة البرازيل المحتملة في الميناء.
ومع ذلك، يواجه المشروع أيضًا تحديات من حيث التأثير البيئي، واتصال البنية التحتية.