ليبيا.. الانتخابات البلدية "جس نبض" للبرلمانية والرئاسية

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 03:03 مساءً - يأمل الليبيون أن يعيد فتح الباب أمام الراغبين في التسجيل للانتخابات البلدية، الزخم للاستحقاق الأهم، المتمثل في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد، حيث يؤكد خبراء أنها بمثابة "جس نبض" للانتخابات الكبيرة.

Advertisements

وبدأت ليبيا عملية تسجيل الناخبين لإجراء الانتخابات البلدية، التي قد تمثل "بروفة" أوّلية للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي فقدت الزخم منذ انهيارها في العام 2021.

وتثير هذه العملية تساؤلات حول ما إذا كانت ستعيد الزخم للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ينتظرها الليبيون كحل للأزمة التي بدأت منذ سقوط العقيد الراحل معمر القذافي في 2011.

وقال نائب رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، عبد الحكيم بالخير الشعاب، إن: "الإقبال على التسجيل في الانتخابات البلدية يأخذ منحى تصاعديا".

سيف الإسلام خلال ترشحه السابق للانتخاباتمفوضية الانتخابات الليبية

زخم أكبر

وأردف، أن "الأيام الأخيرة شهدت زخما أكبر، بعكس البدايات التي كان فيها التسجيل متواضعا. وأن يوم الأربعاء مثلا سجل ما بين 9 آلاف و11 ألف ناخب"، مستدركا بأن "الأيام القادمة سترتفع عمليات الإقبال على التسجيل".

وأضاف الشعاب لـ "الخليج الان" أن: "نجاح الانتخابات البلدية سيمهّد المسار أمام الانتخابات البرلمانية والرئاسية، خاصة إذا ما تمت الانتخابات في أجواء مقبولة، ورأى الشعب الليبي نفسه فيها".

وأكد أن هذه "المرحلة جس نبض لعملية انتخابية وطنية كبيرة سواء كانت رئاسية أو برلمانية".

ومن جانبه قال المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي إن: "انتخابات المجالس البلدية ينتظرها كثير من الليبيون لتغيير عدد من المجالس البلدية التي انتهت ولايتها القانونية".

ليبيا واحدة

وأضاف العبدلي أن هذه "الانتخابات ستشمل حوالي 60 بلدية في ليبيا، وهو ما يُثبت أن المفوضية قادرة على إجراء الانتخابات، وأن القدرة على إجراء الانتخابات في جميع البلديات يثبت أن ليبيا ليست مقسمة، ويمكن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية".

وتابع العبدلي لـ "الخليج الان" أنه "حتى في ظل وجود حكومتين ووجود انقسام عسكري يمكن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد إجراء الانتخابات البلدية، خاصة أن من يشرف على الانتخابات هي قوات الأمن والشرطة، وهي قوات موحدة، رغم وجود وزارتين للداخلية".

وشدد على أن "التحدي الذي تواجهه المفوضية العليا للانتخابات هو نشر الوعي والثقافة، وحثّ المواطنين على التوجه للمشاركة في الانتخابات البلدية التي تعد أهم استحقاق، إذ يمكن اعتبار المجالس البلدية سلطات تنفيذية مصغّرة في المدن، وهي تهتم بأمور مثل تنمية المواطن، وشركات النظافة، والتعليم، والطرقات، والبنية التحتية، وهذه اختصاصات أصيلة للمجالس البلدية، لذلك يجب أن تكون هناك مشاركة واسعة في هذا الاستحقاق".

المرشح الرئاسي الدكتور عارف النايضمفوضية الانتخابات الليبية

وضع العربة على السكة

ولفت العبدلي إلى أن "انتخابات مجلس النواب في 2014 شهدت إقبالا ضعيفا للغاية، ما أفرز مجلس نواب ضعيفا". معزيا سبب ذلك العزوف لأداء المؤتمر الوطني العام، وأردف: "كانت للشعب الليبي بعد الثورة طموحات وآمال، وصوّت بنسب كبيرة، لكن أداء وعمل المؤتمر الوطني العام تسبب في خيبة أمل كبيرة لليبيين".

وخلص العبدلي في حديثه لـ"الخليج الان" إلى "أن نجاح الانتخابات البلدية هذه المرة سيكون بمثابة وضع العربة على السكة، لكي يتحقق الاستحقاق الكبير، وهو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي ستُحقق مستقبل الشعب الليبي بعد الحروب والانقسامات".