بعد دعوات لإحراق كتبه.. "غضب جزائري" يُخرج ياسمينة خضرا عن صمته

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 01:06 مساءً - أخرجت ردود الفعل الغاضبة في الجزائر على تصريحات الروائي العالمي ياسمينة خضرا، حول الهوية الوطنية وأمازيغ منطقة "القبائل"، عن صمته، بعدما دعا البعض إلى إحراق كتبه، احتجاجًا على ما وُصف بـ"التهجّم" عليهم.

Advertisements

ويعود توقيت تصريحات الروائي الضابط المتقاعد من الجيش الجزائري، واسمه الحقيقي محمد مولسهول، إلى العام الماضي في مقابلة مع إذاعة تونسية خاصة، لكن يُجهل أسباب إعادة نشر مقطع الفيديو المثير للجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في هذا التوقيت، ومما ورد فيه أنه "يرفض صراعًا في الجزائر يقوم على عناصر الهوية من خلال استعمال أنا قبائلي. وأنه يرفض التوقيع لقارئ يقول إنه قبائلي".

ضريح "إمدغاسن".. شاهد على تاريخ الأمازيغ وحضارتهم في الجزائرgloriousalgeria.dz

ومنطقة القبائل الجزائرية تنتشر بها اللغة والثقافة الأمازيغيتان، وعاشت العديد من الأحداث السياسية الساخنة منذ استقلال الجزائر إلى غاية الآن.

وأكد صاحب رواية "فضل الليل على النهار" أنه خلال عملية بيع كتبه، يرفض التوقيع على أعماله لقرّائه الذين يقدمون أنفسهم على أنهم "قبائليون".

الروائي الجزائري ياسمينة خضرا خلال توقيع كتبه في أحد المعارض الدولية الحساب الرسمي للروائي خضرا

ويقول الكاتب إنه عندما يلاحظ أن القارئ يحمل اسم شمال أفريقيا، فإنه يعتاد على السؤال من أين أتى، الجزائر أو المغرب أو تونس؟ "إذا قال أنا جزائري، أوقّع، وإذا قال أنا قبائلي، فأنا لا أوقع".

وأضاف ياسمينة خضرا "عليكم أن تعلَموا أننا أمة واحدة".

وأثارت تصريحات الكاتب ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حين أثنى البعض على تمسكه بالوحدة الوطنية، إلا أن الحقيقة تظل في عدم تعبيره عن أفكاره بشكل جيد، كما لم يفهم فريق آخر كيف يمكن للمرء أن يرفض التوقيع على عمل شخص ما لمجرد أنه ذكر هويته أو منطقته الأصلية.

أخبار ذات صلة

الجزائر تعترف رسميًا بـ"عيد يناير" لاحتواء احتجاجات الأمازيغ

وفي مواجهة هذا الجدل، قدّم الروائي ياسمينة خضرا تفسيرات لتصريحاته التي انتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل، وكتب مقالًا نشره على صفحته على "فيسبوك"، "لطالما مدحت وغنّيت ومجّدت منطقة القبائل. وتشهد على ذلك المكانة اللامتناهية التي تحتلها القبائل في رواياتي وتصريحاتي".

وقال إن "الفيديو الذي تلاعب به خصومي كما يشاؤون، وأعلنوه على أنه حديث التوقيت، في حين أنه قديم، لا يهاجم أهل القبائل (أمازيغ منطقة القبائل) بأي شكل من الأشكال. بل يتحدث عن بعض مواطنينا الذين، في فرنسا (أو ربما في أماكن أخرى أيضًا)، يقدمون أنفسهم كفرنسيين - أمازيغ، وليس كفرنسيين - جزائريين. هذا السلوك أثار استيائي، ورددت عليه في هذا الفيديو".

وأضاف: "كما استنكرت أولئك الذين، عند سؤالهم عن بلدهم الأصلي، يجيبون "أنا قبائلي"، وكأنّ قول "أنا جزائري" شيء مخجل.

وأردف، "لم أرَ أي سبب لهؤلاء الأشخاص لإنكار وطنهم؛ والأسوأ، تفضيل إضافة هويتهم العرقية إلى جلاد أسلافهم بدلًا من الدفاع عن جزائريتهم. هذا هو موضوع الفيديو، الموضوع الوحيد له".