محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 12:12 صباحاً - كشف تنافس منصات "السوشال ميديا" في سوريا، عن أساليب الغش التي يتبعها أصحاب برامج الاختبارات الاجتماعية والمسابقات والكاميرا الخفية وغيرها، ممن يوظفون كادرًا من الكومبارس لتمثيل القصة، بحيث تبدو حقيقية، لقاء أجر بخس، بهدف جذب المتابعين وتحقيق الأرباح.
وكانت البداية عندما ظهر صانع المحتوى السوري "محمد ماجيك" في لقاء مع برنامج "كيوبودكاست"، اتهم خلاله معظم منصات السوشال ميديا السورية بسرقة أفكاره وتقديمها بشكل "تمثيلي" لا أساس له من الصحة.
وتحدث ماجيك، عن منصات معينة دون تسميتها، تقوم بفبركة القصص عن طريق التمثيل، وتقديمها للمتابعين على أنها مشاهد واقعية من الشارع، وعدَّ ذلك بأنه نوع من الغش والاستخفاف بعقول الناس.
وخلال الفترة الأخيرة، صار الجمهور السوري ينفر من أطقم التمثيل والتصوير الخاصة بتلك المنصات، عندما تقابله في الشارع، بعدما فقد الثقة بأعمالها، وصار من الواضح أن القضية تتعلق بهاجس الحصول على المتابعات والأموال فقط.
واستنادًا، إلى خبرة الجمهور السوري بأساليب الدراما والتمثيل في المسلسلات، لم تنطلِ عليه أساليب غش صفحات السوشال ميديا، التي كانت واضحة في غياب حرفية التصوير أو تصنّع الممثلين، الذين يتم تقديمهم كعابرين صدفةً في الشارع.
استغلال ممثلي الدراما
وتعمد بعض مواقع السوشال ميديا، إلى الاتفاق مع أحد الممثلين المعروفين، على سؤال الناس في الشارع، عن رأيهم به، حيث يكون الممثل يستمع إلى الآراء بالقرب من الأشخاص المستفتين دون أن ينتبهوا.
وكان الغش في هذا النوع من البرامج، هو تقديم فريق الكومبارس، كمواطنين عابرين، مع أنهم جزء من كادر منصة السوشال ميديا. وكثيرًا ما تقوم المنصة بتطوير المشهد ليأخذ شكل الكاميرا الخفية والمقلب المعد للممثل الحقيقي.
واستطاع الناس بدقة الملاحظة، ومع تكرار التجربة، كشف ثغرات الفيديوهات التي تقدمها تلك الصفحات، فتوقفوا عن متابعتها، كما امتنعوا عن الرد على فرق التصوير التي توقفهم في الشارع.
من شوارع دمشقالخليج الان
استغلال القضايا الاجتماعية
وتلجأ بعض المنصات، إلى تبني القضايا الاجتماعية، لجذب أنظار الناس، مثل طلب المساعدة المالية من العابرين، أو التظاهر بالمرض المفاجئ وطلب النقل إلى المشفى، حيث يكون الكادر بأكمله من كومبارس المحطة!.
كما تعمد برامج أخرى، إلى أسلوب المسابقات الوهمية في الشارع، لقاء ليرات ذهبية، تكون من نصيب الموظفين الكومبارس العاملين في البرنامج، على أساس أنهم فازوا أثناء تواجدهم في المكان بالصدفة.
وتسربت مؤخرًا تفاصيل عن الأجور التي يتقاضاها موظفو الكومبارس في منصات السوشال ميديا، وهم في الغالب من الشباب والشابات المضطرين للعمل لقاء أجور زهيدة، فقال منشئ المحتوى ماجيك، إنها لا تتعدى 30 ألف ليرة، أي دولارين للمشهد!
إساءة للإعلام
وتقول الاختصاصية الاجتماعية أليسار فندي، لـ"الخليج الان": "إن الغش في منصات السوشال ميديا، يسيء إلى القضايا المطروحة، كما أنه يزعزع الثقة بوسائل الإعلام، عدا عن استغفاله للناس والاستخفاف بهم".
وشهدت السنوات الأخيرة، ولادة الكثير من منصات السوشال ميديا، التي تحاول كسب المتابعين بأية وسيلة، حتى تتحول المنصة إلى مصدر لكسب المال. لكن انكشاف اللعبة، أثر كثيرًا على عمل تلك المنصات في الشارع.
ويقول الإعلامي خالد معماري، لـ"الخليج الان": "لابد من قوننة عمل منصات السوشال ميديا، ومحاسبتها إذا ما تورطت بغش المتابعين والمتاجرة بالقضايا الاجتماعية، فذلك يسيء لجميع العاملين في الصحافة".
وتوضح الاختصاصية الاجتماعية فندي أن "الحذر الذي يبديه الناس، طبيعي جدًا، وهو ردة فعل على الأداء السلبي للكثير من صفحات السوشال ميديا، وسيمضي وقت حتى تتبلور التجربة، وتثبت الصفحات الحقيقية حرفيتها وأخلاقيتها في التعامل".