هل يحافظ الحزب الذي حرر جنوب أفريقيا على تماسكها؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 13 يونيو 2024 12:07 صباحاً - قال تقرير إخباري إن رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي يواجه موعدًا نهائيًا يوم الجمعة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، يحاول منع الفوضى الاقتصادية مع تجنب حدوث انشقاقات جديدة في حزب المؤتمر الوطني.

Advertisements

ووفق التقرير الذي نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية التي يظهر فيها حيوان "النعامة"، المعروف أيضًا باسم حيوان النو؛ وهو كائن معروف بأنه مخلوق غير مرغوب فيه.

ويشير مصطلح ”gnu“ أيضًا إلى حكومة الوحدة الوطنية، التي اقترحها الرئيس سيريل رامافوزا لمعالجة المعضلة التي فرضتها الانتخابات الأخيرة، إذ لم يعد المؤتمر الوطني الأفريقي يملك ما يكفي من المقاعد ليحكم بمفرده.

وبحسب الصحيفة، أصبحت سياسة الائتلافات هي الوضع الطبيعي الجديد في جنوب أفريقيا، حيث يواجه المؤتمر الوطني الأفريقي تحديات في تشكيل الحكومة؛ بسبب الحاجة إلى شركاء في الائتلاف مثل الجبهة الوطنية الأفريقية والتحالف الديمقراطي.

وقد قوبل احتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أيديولوجيات سياسية مختلفة إلى حد كبير بالتشكيك من داخل المؤتمر الوطني الأفريقي.

أخبار ذات صلة

جنوب أفريقيا.. قرارات صعبة تنتظر حزب المؤتمر الوطني بعد خسارته الأغلبية

أضف إلى ذلك، تُعتبر تعقيدات سياسات الائتلاف في مجتمع غير متكافئ للغاية مثل جنوب أفريقيا صعبة للغاية.

وتنبع الحاجة الملحة لتشكيل حكومة جديدة من المتطلبات الدستورية، ويواجه الرئيس رامافوزا انتقادات بسبب اقتراحه تشكيل حكومة ائتلافية يُنظر إليها على أنها علامة ضعف.

ومع ذلك، يرى البعض أنها مناورة استراتيجية لتجاوز المعارضة داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وتشكيل تحالف مع الحزب الديمقراطي الأفريقي.

ويفضل رجال الأعمال والأسواق المالية والمستثمرون الأجانب التحالف بين المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الديمقراطي الأفريقي، إذ يُنظر إلى سجل الحزب الديمقراطي الأفريقي في الكيب الغربية على أنه رصيد محتمل للحكم الوطني.

في المقابل، تعكس نتائج الانتخابات ضربة قوية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي كان يمثل تاريخيًا مصالح الأغلبية.

أخبار ذات صلة

جنوب أفريقيا.. استياء من رامافوزا وحزبه مع انطلاق الانتخابات

وأدى عدم قدرة المؤتمر الوطني الأفريقي على معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية العميقة الجذور إلى خيبة أمل الناخبين؛ مما أدى إلى انخفاض الدعم الانتخابي.

وبحسب التقرير، تجسد هذا الاتجاه أيضًا في صعود سياسات الهوية، إذ تستقطب الأحزاب المختلفة الناخبين على أساس الهويات العرقية والإثنية.

وأشار إلى تغير المشهد الانتخابي، فقد حصلت الأحزاب المنشقة عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على دعم كبير؛ مما يشير إلى وجود ناخبين منقسمين.

وأفسح مفهوم مجتمع "قوس قزح" غير العنصري، الذي كان ينادي به نيلسون مانديلا، المجال للسياسات القائمة على الهوية؛ مما زاد من تعقيد تشكيل الائتلافات والتحالفات.

ويؤكد صعود الحركات السياسية القائمة على الزولو، مثل حزب MK الذي يتزعمه زوما، على الانقسامات العميقة الجذور داخل مجتمع جنوب أفريقيا.

أخبار ذات صلة

جنوب أفريقيا.. حزب مانديلا يتعرض لانتكاسة "تاريخية"

وأدت الإخفاقات التاريخية للمؤتمر الوطني الأفريقي في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب الفساد المستشري والبنية التحتية المنهارة، إلى تآكل ثقة الشعب، على ما ذكرت "فاينانشال تايمز".

وقالت إنه "نتيجة لذلك، تواجه البلاد بيئة سياسية مهيأة للشعبوية والقومية العرقية والتطرف، مع احتمال حدوث مزيد من الاستقطاب وعدم الاستقرار".

واعتبرت أن علامات الاستياء واحتمالات الاضطرابات واضحة؛ مما يثير المخاوف بشأن المسار المستقبلي للسياسة في جنوب أفريقيا.

وختمت الصحيفة بالقول إن جنوب أفريقيا تتصارع مع تعقيدات السياسة الائتلافية، وإرث سياسات التحرير، وظهور الحركات القائمة على الهوية.

ورأت أن "كل ذلك على خلفية تحديات اجتماعية واقتصادية عميقة الجذور. مع ذلك، لا يزال مستقبل المشهد السياسي في البلاد غير مؤكد، مع احتمال استمرار التقلبات والاستقطاب، الى جانب السعي لتحقيق حكم مستقر وإحراز تقدم ملموس في معالجة القضايا المجتمعية، التي تشكل مهمة صعبة لقادة البلاد والمواطنين على حد سواء".