وسط تصاعد الحديث بشأنها.. ما حجم ترسانة ميليشيا حزب الله؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 08:17 مساءً - وسط التصعيد الذي يشهده جنوب لبنان من اشتباكات بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، تزايد الحديث عن أسلحة الميليشيا، وسط تضارب في الأرقام التي تقدمها مراكز أبحاث إسرائيلية ودولية لحجم الترسانة، وبين تصريحات إيرانية تقول إن حليفها يملك عددًا ضخمًا من الصواريخ.

Advertisements

وقدّر مركز "ألما" للأبحاث والتعليم في دراسة جديدة، عدد الصواريخ التي تمتلكها الميليشيا بـ 75 ألفًا، وتشمل إلى جانب صواريخ الفاتح 110، أنواعًا أخرى تخضع لعمليات تحسين مستمرة، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".

إلى جانب الصواريخ، يشير المركز إلى أن الميليشيا باتت تتمتع بقدرات كبيرة في مجال الطائرات المسيّرة، إذ باتت تمتلك 2500 منها، مقارنة بألفي مسيّرة العام 2021.

ويعزو التقرير أسباب تعزيز الميليشيا لترسانتها إلى العلاقة الوثيقة مع طهران، إضافة لدور المركز السوري للدراسات والأبحاث العلمية في تطوير الأسلحة داخل لبنان بالتعاون مع إيران.

وترى الدراسة أن "حزب الله" قادر على إطلاق نحو 3 آلاف صاروخ يوميًا خلال الأيام العشرة الأولى في حال اندلاع حرب مع إسرائيل، وإطلاق نحو 1000 صاروخ يوميًّا في حال امتداد الحرب لشهرين.

لكن شركة "كونترول ريسكس" الاستشارية قالت، إن "حزب الله" قام بتوسيع كمية ونوعية ترسانته بقوة، لافتة إلى أن الميليشيا كانت تمتلك، في العام 2006، حوالي 15 ألف صاروخ، بينما تشير التقديرات، على مدى العامين الماضيين، إلى أن هذا العدد قد تضاعف حوالي 10 مرات، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

في مقابل ذلك، يؤكد مسؤول في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن "حزب الله" يمتلك أكثر من مليون صاروخ تتنوع بين الموجهة بدقة إضافة لقذائف الكاتيوشا المعدلة، والصواريخ المضادة للدروع، بحسب مجلة "فورين بوليسي".

وقال المسؤول الذي لم تذكر المجلة اسمه، إن الترسانة تشمل أيضًا مسيّرات انتحارية وطائرات دون طيار مزودة بصواريخ روسية، إضافة لصواريخ "ألماس" الإيرانية المزودة بكاميرا، المستوحى من صاروخ سبايك الإسرائيلي.

أسلحة موجهة وصواريخ بحرية

في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، كشف تقرير نشرته "رويترز" أن ميليشيا حزب الله تعمل لتعزيز صواريخها بأنظمة توجيه لتعزيز قدرتها على استهداف مواقع وقواعد عسكرية بدقة.

وذكرت الوكالة أن الميليشيا استخدمت الصواريخ المضادة للطائرات لإسقاط الطائرات المسيرة الإسرائيلية كخطوة للحد من الخسائر.

واعترف الجيش الإسرائيلي، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأن "حزب الله تمكن من تطوير قدراته بطريقة متسارعة طوال العقد الماضي، بعد أن تمكنت إيران من تهريب أسلحة وأنظمة متقدمة إلى حليفها اللبناني، بحسب موقع "واللا" العبري.

خبرات قتالية

وتقول وكالة الصحافة الفرنسية، إن الميليشيا اكتسبت خبرة قتالية بفضل حرب 2006 والقتال في سوريا.

في العام 2021، قال زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، إن الميليشيا تمتلك 100 ألف مقاتل مدرب وجاهز، لكن دينا عرقجي من شركة كونترول ريسكس الاستشارية، ترى العدد "مبالغًا فيه".

وقالت عرقجي إن مقاتلي "حزب الله" يضمون قوة خاصة تعرف بوحدة الرضوان "يمكن وصفها بالقوات الخاصة للجماعة".

ومنذ انتهاء الصراع، في العام 2006، لم يكن للميليشيا الشيعية وجود عسكري واضح على الحدود الجنوبية للبنان، والتي تحرسها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لكن "حزب الله" حافظ على نفوذه في المنطقة وبنى مخابئ وأنفاقًا.

وقالت إسرائيل، مرارًا، إنها دمرت العديد من الأنفاق العابرة للحدود التي بناها "حزب الله".

وترجح المسؤولة في شركة "كونترول ريسكس" الاستشارية، خلال حديثها لـ"فرانس برس"، "أن تكون شبكة الأنفاق واسعة النطاق لعدم وجود ما يشير إلى أن حزب الله توقف عن بنائها".