محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 04:06 مساءً - تعمل ثورة الذكاء الاصطناعي على تغيير العالم بسرعة كبيرة، إذ تلعب "هندسة التلقين" دورًا حاسمًا في هذا التغيير؛ وهي عبارة عن مقتطف من نص أو سؤال أو أمر أو معلومة تخبر نموذج الذكاء الاصطناعي ما هي الاستجابة أو الإجراء المطلوب. وتعد بمثابة نقطة الانطلاق لعملية توليد الذكاء الاصطناعي وتوجيهه، لإنتاج محتوى ذي صلة بالمدخلات المقدمة.
وبحسب مقال رأي نشرته صحيفة "جيروساليم بوست" كانت "هندسة التلقين" لفترة من الزمن كلمة رنانة رئيسة. ومع ذلك، فإن وصفها بـ ”الهندسة“ مضلل إلى حد ما. ففي حين أنها تشترك في الخصائص مع الهندسة التقليدية، مثل حل المشكلات والتحسين الأمثل، إلا أنها تفتقر إلى الهيكل الرسمي والتوحيد القياسي.
ويفيد مصطلح "هندسة التلقين" مختلف أصحاب المصلحة من خلال توفير الاعتراف المهني والشرعية؛ فهو يميز الدور عن الاستخدامات غير الرسمية لمطالبات الذكاء الاصطناعي، ويقترح طريقًا منهجيًّا لإنشاء هذه المطالبات وتحسينها، فقد يكون هذا الأمر جذابًا للشركات التي تدمج حلول الذكاء الاصطناعي، ويدعم تطوير برامج تعليمية متخصصة حيث يمكن للأفراد ذوي المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية الاستفادة من تسمية ”الهندسة“ بهذا الاسم في الحصول على رواتب أعلى وفرص عمل أفضل.
ورغم اسمها، تفتقر "هندسة التلقين" إلى منهجية رسمية. فهي تتضمن تجربة نموذج اللغة لمعرفة كيفية استجابته. فإذا ما أرجع استجابة متسقة ومثيرة للاهتمام، يتم تطوير موجه موثوق به. وتدور هذه العملية حول التجربة والخطأ، على أمل تحقيق نتيجة مفيدة وقابلة للتكرار.
واتخذت هندسة الموجهات بداية منحى شكليًا مع تطوير قوالب ومتغيرات لمحاكاة لغة رسمية. ومع ذلك، فقد تعارض هذا النهج مع الأساس المنطقي لتطوير نماذج الذكاء. وقد يؤدي التعرض المفرط للمحفزات المهندسة إلى ”التلوث“ أو التحيز، ما يؤدي إلى لغة "غير مفهومة".
ورغم الضجة التي رافقت ذلك في البداية، فإن الاتجاه إلى هندسة الموجهات تراجع، وساد نموذج الحوار السقراطي للأسئلة والأجوبة. وينطوي هذا التحول على إمكانات إيجابية. فقد تؤدي الحاجة إلى إجراء حوارات حقيقية مع الذكاء الاصطناعي، بحيث تكون دقيقة ومحددة ولكن غير صيغية، إلى تحسين التواصل بين البشر، وتعزيز قدراتنا على التخاطب والعقلانية. وقد يؤدي ذلك إلى التخفيف من اللغة الاستقطابية التي تشجعها خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشجع على إجراء مناقشات أكثر دقة .