حرب أهلية متوقعة في أمريكا.. مركز أبحاث كندي يحذر

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 12 يونيو 2024 11:13 صباحاً - كشف مركز أبحاث في كندا عن سيناريو سيئ قد يحدث قريبا في الجارة الولايات المتحدة، يتمثل في حرب أهلية، في ظل حالة الانقسام الداخلي، مطالبًا أوتاوا بالاستعداد للتداعيات. وفق موقع "بوليتيكو" الأمريكي.

Advertisements

وفي تقرير بعنوان "الاضطرابات في الأفق"، اقترح مكتب بحثي يعرف باسم "آفاق السياسة الكندية" الحرب الأهلية الأمريكية كسيناريو يجب على أوتاوا أن تفكر في الاستعداد له، وكان هذا الافتراض ضمن منتصف وثيقة مكونة من 37 صفحة.

وأوضح الموقع، أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عندما يلتقي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة مجموعة السبع في إيطاليا هذا الأسبوع، ربما لن يتساءل عن ما إذا كانت الولايات المتحدة معرضة لخطر اندلاع حرب أهلية في السنوات القليلة المقبلة. لكن أحد مراكز الأبحاث داخل حكومة ترودو يفكر بالفعل في هذا السؤال.

وكشف الموقع أن هذا الافتراض وُضع في منتصف الوثيقة المؤلفة من 37 صفحة، التي رسمت الاحتمال في 15 كلمة باللغة الإنجليزية: "إن تصاعد الانقسامات الأيديولوجية في الولايات المتحدة، وتآكل الديمقراطية، والاضطرابات الداخلية، من شأنها أن تؤدي إلى إغراق البلاد في حرب أهلية".

فترة رئاسة ترامب

وأردف موقع "بوليتيكو" الأمريكي، إنه أمر مقلق أن تكتشف أن جارك المباشر يشعر بالتوتر بشأن احتمال وقوع أعمال عنف مروعة في منزلك.

ولم يكن هناك نقص في التنبؤات المروعة بشأن السياسة الأمريكية في عهد ترامب. فمنذ انتخابات عام 2016، انغمست المنظمات غير الربحية ذات الميول اليسارية، والمستشارون السياسيون والأكاديميون في تكهنات لا نهاية لها وتمارين لعب الأدوار، ظاهريًّا لمساعدة أنفسهم في الدفاع عن الديمقراطية.

وأضاف الموقع، أن التقرير الصادر عن المكتب البحثي يثير الصدمة؛ فهو ليس خيالًا مظلمًا من حزبيين أمريكيين، ولكنه فرع رصين من حكومة أجنبية صديقة تفكر في التصدع الوطني للولايات المتحدة.

وتساءل الموقع، عن مدى الجدية التي يجب أن يأخذها الناس في كلا البلدين؟

وتابع، لقد استطلع التقرير مئات الخبراء والمسؤولين الحكوميين حول الأحداث التخريبية التي قد يتعين على كندا الاستعداد لها. بعد ذلك، صنف المؤلفون هذه السيناريوهات بناءً على احتمالية حدوثها، ومدى سرعة حدوثها، وحجم الفوضى التي قد تسببها. وتم تصنيف الحرب الأهلية الأمريكية على أنها حدث غير محتمل، ولكنه فائق التأثير.

سيناريوهات كارثية

وشملت السيناريوهات الأخرى في هذه الفئة العامة انتشار الأسلحة البيولوجية محلية الصنع؛ وظهور مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية، ما يؤدي إلى الوفيات الجماعية ونقص الغذاء، واندلاع حرب عالمية ثالثة.

ويقول جون ماك آرثر، وهو باحث في معهد بروكينغز الأمريكي وعضو في اللجنة التوجيهية لمكتب "آفاق السياسة الكندية"، إن وصف التقرير للحرب الأهلية الأمريكية قد يعكس عمق القلق الكندي بشأن السياسة الأمريكية، أكثر من مجرد قلق فعلي بشأن حرب على غرار الحرب الأهلية الأمريكية عام 1861.

وشدد ماك آرثر في حديثه لكاتب المقال على أنه يتحدث بالأصالة عن نفسه وليس نيابة عن مكتب "آفاق السياسة الكندية"، مشيرًا إلى أن صعود الحمائية والانعزالية الأمريكية خلال إدارة ترامب قد هز النفسية الكندية، وقلب العلاقات الاقتصادية المستمرة منذ عقود. لقد تركت سياسات دونالد ترامب وسلوكه الشخصي تجاه كندا، بما في ذلك مهاجمة ترودو بعد اجتماع سابق لمجموعة السبع في كيبيك، علامة مؤلمة.

وقال إن معقولية سيناريو الحرب الأهلية تعتمد على "كيفية تعريف الحرب الأهلية".

جرس إنذار

وبدت كاثرين بودري، الأستاذة في جامعة بوليتكنيك مونتريال التي قامت بتحليل التقرير الصادر عن لجنة آفاق السياسة في مايو/أيار، أكثر تشككًا. فمن وجهة نظرها، تكمن قيمة تقرير "الاضطرابات" في وضع شبكة من الأحداث الافتراضية التي تستحق الاستعداد لها، حتى يتمكن الخبراء والمسؤولون من رؤية مدى ترابطها، وكيف أن التعامل مع سيناريو واحد في وقت مبكر قد يساعد في معالجة السيناريوهات الأخرى في وقت لاحق.

وقالت إن العديد من السيناريوهات الواردة في التقرير تشير إلى الحاجة الملحة إلى إتقان التكنولوجيا الجديدة، مثل: التهديد المتمثل في الهجمات الإلكترونية التي تؤدي إلى تعطيل البنية التحتية الحيوية، أو إرهاق خدمات الطوارئ إلى حد الانهيار. ويمكن للحكومة أن تحدد أولوياتها في ضوء تلك الأفكار.

ولفتت إلى أنه عندما تندلع حرب عالمية، هناك أشياء ليس لديك سيطرة كبيرة عليها، وهناك أشياء يمكنك السيطرة عليها بشكل كامل.

وقالت إنه قد يكون من الأفضل لأي تقرير يَتوقع أحداثًا مستقبلية أن يَأخذ في الاعتبار "مدى قدرة الحكومة على التصرف" في حالات الطوارئ المختلفة. وفق موقع "بوليتيكو" الأمريكي.

أخبار متعلقة :