خبراء روس: رفع الحظر عن كتيبة "آزوف" مخاطرة تهدد أوروبا‎

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يونيو 2024 09:03 مساءً - ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن وزارة الخارجية أن الإدارة الأمريكية رفعت الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى كتيبة آزوف القومية الأوكرانية، التي تعتبرها موسكو منظمة إرهابية وتتبع نهجا "نازيا".

Advertisements

وشاركت هذه "الكتيبة" بالكثير من المعارك ضد الجيش الروسي والقوات الموالية لها في إقليم دونباس.

وتعليقا على القرار الأمريكي اعتبر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن التغيير المفاجئ في موقف الولايات المتحدة من تسليح الكتيبة القومية الأوكرانية "آزوف" يشير إلى أن واشنطن لا توفر أي جهد لمحاولة هزيمة روسيا.

فرصة شبه معدومة

وتحدث خبراء روس حاورهم "الخليج الان"، عن أن "أمريكا تعطي الشرعية لميليشيات نازية سيهدد توسعها وتقويتها كل أوروبا وحتى الولايات المتحدة".

 واستبعد هؤلاء أن "يكون للقرار الأمريكي أي تأثير عسكري على الأرض لأن هذه الكتيبة تتلقى سلاحها من الجيش الأوكراني مباشرة، والذي لم يستطع أن يحقق إنجازات عسكرية رغم امتلاكه السلاح الغربي".

 وأشاروا إلى أن واشنطن لا تفوت فرصة في سبيل هزيمة روسيا، حتى لو كانت هذه الفرصة شبه معدومة.

يقول الباحث في الشأن العسكري فلاديمير مارشينكو في حديثه لـ"الخليج الان"، إن "القرار الأمريكي جاء مفاجئا ودليلا على أن واشنطن فقدت بعد النظر؛ لأن ما أقدمت عليه محفوف بالمخاطر على أوروبا كلها والولايات المتحدة كلها، فتسليح أحفاد هتلر أمر خطير".

خسارة الأوراق

وفقا لمارشينكو فإن "من الصحيح أن هذه الكتيبة أصبحت بشكل ظاهري كتيبة تابعة للجيش الأوكراني لكن لها استقلاليتها ولها أهداف واضحة تريد أن تطبقها، وعندما قالت روسيا إنها تحارب نازيين جددا في أوكرانيا كانت تقصد هؤلاء بالضبط؛ فوجودهم خطر كبير على أوروبا وضبطهم مهمة صعبة".

ويتساءل مارشينكو: "ماذا لو خرجت هذه الميليشيات عن سلطة الجيش وقررت توسيع تواجدها خارج أوكرانيا وهي مسلحة بسلاح حديث، من يوقفها.. هل يريدون خلق داعش جديد في قلب أوروبا، هل تريد واشنطن أن تعيش أوروبا معاناتها مع النازية من جديد؟ هذه أسئلة موجهة لقادة أوروبا أيضا ويجب أن يجدوا الإجابات ليعطوها لشعوبهم".

وخلص القول إلى أنه "من اليوم ستكون كل الإمكانات التي توفرها الولايات المتحدة من صواريخ وأسلحة تحت تصرف هذه الميليشيا، والتي يمكن أن تستخدمها خارج أوكرانيا في حال انتهت الحرب هناك، وبالطبع هذا حصل مع الكثير من الحالات في عديد من الدول كما جرى مثلا في أفغانستان أو سوريا أو دول كثيرة أخرى". 

فيما رأى الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية كيريل جافريلكو في حديثه لـ"الخليج الان"، أن القرار الأمريكي "دليل على أن واشنطن خسرت كل أوراقها في حربها مع روسيا، وهي تحاول جاهدة الاستفادة من كل الفرص حتى لو كانت معدومة".

وحول ما سيؤثره القرار على الأرض والوضع في الجبهة يوضح مارشينكو أن "الوضع لن يختلف كثيرا خاصة وأن آزوف تتلقى سلاحها من الجيش الأوكراني والذي يستلم سلاحه من الغرب ومن أمريكا، لكن ما سيؤثر ربما انخراط هؤلاء المقاتلين في دورات عسكرية تقيمها أمريكا للجنود الأوكرانيين والتدرب على أسلحة نوعية أو حتى على مقاتلات أمريكية، وهذا سيقوي وضع هذه الكتيبة كثيرا وستكبر سلطتها في الجيش".

وفيما يخص الموقف الروسي إزاء هذا القرار يشير الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إلى أنه" في النهاية آزوف معروفة وأعضاؤها لا يخفون كراهيتهم للأعراق الأخرى وهم متمسكون بفكرة تفوق العرق الأبيض".

ميليشيات جديدة

وأضاف: "بالتأكيد سيكون هناك قلق من ظهور هكذا تيار ومسلح في نفس الوقت، الموضوع أكبر من وجود ميليشيا عادية من سكان محليين يتلقون دعما من هنا أو هناك، نحن نتحدث عن تيار وأفكار قضت عليها أوروبا وقدمت الكثير من الدماء في سبيل ذلك، واليوم يقدم الغرب لهذا الفكر السلاح والمال".

ويتابع جافريلكو أن" كراهية روسيا توصل الغرب يوما بعد يوم إلى مواضع خطيرة يهددون أنفسهم بأيديهم وسياستهم فاشلة، والدليل بالانتخابات الأوروبية الأخيرة، وللأسف مازالوا مستمرين بها".

وحول ما قد يفتحه هذا الدعم من حالة جديدة في أوكرانيا يوضح الباحث الروسي: "بالتأكيد هذا سيشجع على خلق حالات مشابهة، حيث سنرى ميليشيات جديدة ستظهر طمعا بالدعم الأمريكي".

ويرى الباحث أنه لو وجدت قيادة حقيقية في كييف لتوجهت اليوم إلى طاولة المفاوضات، وأنهت هذا الصراع قبل فوات الأوان، فاليوم آزوف وغدا لا أحد يعلم إلى أين ستسير الأمور".

أخبار متعلقة :