هل تخرج "حرب البالونات" بين الكوريتين عن نطاق السيطرة؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يونيو 2024 05:13 مساءً - تعهدت القيادة في كوريا الشمالية بالانتقام بعد أن استأنفت كوريا الجنوبية البث عبر مكبرات الصوت وقام النشطاء بنشر منشورات دعائية عبر الحدود.

Advertisements

وأدى ذلك إلى تصعيد "حرب البالونات" المستمرة والإضرار بالعلاقات الثنائية المشحونة بالأساس، وفق صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وفي بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الحكومية، الأحد، نددت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بكوريا الجنوبية بسبب "خلق أزمة جديدة".

وقالت كيم، وهي عضوة مؤثرة في النظام: "هذه مقدمة لوضع خطير للغاية، أحذر سيؤول بشدة وأطالبها على الفور بوقف أنشطتها الخطيرة التي من شأنها أن تزيد من إثارة أزمة المواجهة".

وبعد فترة وجيزة من تحذير كيم، أفاد الجيش الكوري الجنوبي، الاثنين، بأن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 300 بالون عبر الحدود بين عشية وضحاها.

وذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء أن معظم تلك البالونات كانت تحمل نفايات من الورق والبلاستيك وليس أي مواد سامة.

ويطلق البلدان بشكل متقطع بالونات مملوءة بمواد دعائية عبر حدودهما المشتركة منذ الحرب الكورية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.

واستخدم البلدان البث الإذاعي ومكبرات الصوت والمنشورات للتأثير على مواطنيهما، وتعزيز أيديولوجياتهما وأنظمتهما الاجتماعية وتشجيع الجنود على الانشقاق.

وبدأ التبادل الأخير الشهر الماضي عندما قامت كوريا الشمالية بإطلاق 200 بالون مملوء بالقمامة في رد متبادل على الناشطين في الجنوب، حيث أرسلت بالونات تحمل مواد دعائية عن مجتمعها الديمقراطي وأجهزة ذاكرة مع مقاطع فيديو موسيقية لموسيقى البوب ​​الكورية.

وتحولت الحرب النفسية منذ ذلك الحين إلى تصعيد حقيقي، حيث علقت سيؤول، الأسبوع الماضي، اتفاقية عدم الاعتداء لعام 2018 التي تهدف إلى خفض التوترات العسكرية.

وشدد خبراء استراتيجيون، إن فشل كوريا الشمالية في فهم الديمقراطية يعني أن "حرب البالونات" قد تخرج عن نطاق السيطرة.

وقال ليف إريك إيسلي، الأستاذ بجامعة "إيوا" في كوريا الجنوبية، إن "سيؤول لا تريد توتراً عسكرياً على الحدود بين الكوريتين، وبيونغ يانغ لا تريد معلومات خارجية تهدد شرعية نظام كيم".

وأضاف إيسلي: "بالنسبة لكلا الجانبين، يعد التصعيد بغية الوصول إلى التهدئة اقتراحاً محفوفاً بالمخاطر".

ورأى أنه "ربما تكون كوريا الشمالية قد أخطأت في حساباتها بالفعل، لأن الديمقراطية في كوريا الجنوبية لا تستطيع ببساطة إيقاف إطلاق بالونات المنظمات غير الحكومية بالطريقة التي يتوقعها النظام الاستبدادي".

وتابع في تصريح لصحيفة "إندبندنت": "الحكومة الكورية الجنوبية السابقة عدلت قانوناً يحظر على مواطنيها إطلاق البالونات إلى كوريا الشمالية.

وأردف: "خلال الإدارة المحافظة الحالية، تبين أن هذا التقييد غير دستوري. لذا فإن حرية المنظمات غير الحكومية في كوريا الجنوبية في إطلاق منشورات مناهضة لنظام كيم لم تتم تسويتها قانونيًا بعد من قبل الجمعية الوطنية والمحاكم".

وقال إيسلي: "يميل رئيس كوريا الشمالية إلى توجيه الضربات في أوقات غير متوقعة وبطرق غير متوقعة لتقسيم كوريا الجنوبية سياسياً، وتعقيد المسؤولية، وجعل من الصعب على سيؤول الانتقام".

واعتبر أنه "بما أن بيونغ يانغ تواجه عيوباً مادية وأيديولوجية في تبادل الدعاية عبر الحدود، فقد تلجأ إلى الاستفزازات مثل إطلاق النار أو القرصنة الإلكترونية أو حتى الهجوم البحري".

وختم قائلاً إنه "رغم أن الخطر المباشر للتصعيد العسكري ليس مرتفعاً، فإن التطورات الأخيرة تظهر مدى حساسية نظام كيم واحتمال تعرضه لعمليات المعلومات".

في الإطار ذاته، أشار الخبراء أيضاً إلى أن حملة البالونات التي قامت بها كوريا الشمالية كانت تهدف إلى خلق الشقاق في كوريا الجنوبية، خاصة فيما يتعلق بموقف الحكومة المحافظة الصارم تجاه بيونغ يانغ.

وقال كيم تاي وو، رئيس "معهد التوحيد الوطني" السابق في كوريا الجنوبية، لوكالة أسوشيتد برس: "إن إطلاق البالونات ليس عملاً ضعيفاً على الإطلاق".

وأكد أن "الأمر يشبه إرسال كوريا الشمالية رسالة مفادها أنه في المرة القادمة، يمكنها إرسال بالونات تحمل أسلحة بيولوجية وكيميائية على شكل مسحوق".