في العيد.. أمهات سوريات يخيّطن الملابس لارتفاع الأسعار

محمد الرخا - دبي - الاثنين 10 يونيو 2024 09:03 مساءً - لا داعي، بعد، اليوم لشراء الثياب من السوق؛ فمعظم الأمهات رجعن إلى عادات الجدّات اللواتي حرصن في الماضي، على شراء "ماكينة الخياطة"، كجزء من أثاث المنزل.

Advertisements

وكانت ماكينة الخياطة اليدوية، تتصدر معظم بيوت السوريين، وتعتبرها النساء أهم من غرفة المعيشة والضيوف، لأنها ترفع دخل الأسرة عبر عمل الأم في الخياطة، وتُغني الأب عن شراء ثياب الأبناء من أسواق الألبسة الجاهزة.

وتشهد الأسواق السورية، منذ سنوات، ارتفاعاً متصاعداً في أسعار الألبسة، خاصة في فترات الأعياد؛ ما دفع الكثير من الأسر، لتبني خيار الخياطة في البيت اقتصاداً بالمصروف.

سيدة سورية تعمل على ماكينة الخياطةالخليج الان

شراء بالتقسيط

ولأن الزمن تغير، وتراجعت القدرة الشرائية بعد الحرب، فإن الحصول على "ماكينة خياطة" ليس سهلاً. وتلجأ العائلات إلى خيارات الشراء بالتقسيط، أو البحث عن ماكينات قديمة معروضة للبيع.

وتقول السيدة السورية هتاف لـ"الخليج الان": "لم نكن نتصور أننا سنعود لماكينة الخياطة المنزلية، لكن الزمن أثبت صحة عادات أمهاتنا في ضرورة امتلاكها. وقد اضطررت لشراء واحدة مستعملة بالتقسيط".

وتُعامل ماكينة الخياطة، كفرد من العائلة، فهي لا تتحمل مهمة إكساء الأبناء، وتأمين مدخول معقول للأسرة، عبر التعامل مع محلات الألبسة وطلبات الزبائن".

أخبار ذات صلة

عاصر الحروب والانقلابات.. تسعيني عراقي يتشبث بمهنة الخياطة رغم قلة الزبائن

وتضيف هتاف: "ثمن فستان العروس الجاهز مرتفع جداً، وقد قمت بتفصيل ثلاثة فساتين مخصصة للأجرة، حتى يرتاح المتزوجون الجدد من هذا العبء".

ولا يقتصر عمل هتاف على ذلك، بل لجأت إلى تفصيل ألبسة مناسبة للسهرة، وحولت إحدى غرف المنزل إلى ورشة خياطة. وتضيف: "أسعار الألبسة الجاهزة كاوية، لكن شراء القماش ثم تفصيله وخياطته في البيت، يوفر الكثير على الأسرة".

من الخياطة للتصميم

لا تصعب خياطة شيء على الأمهات، فمع الوقت، يمتلكن خبرة تؤهلهنّ للتعامل مع جميع أنواع الأقمشة والألبسة المطلوبة. بل إن بعضهنّ لجأن إلى تصميم الموديلات الجديدة واختراع موضات ليست دارجة في السوق.

وتقول وفاء لـ"الخليج الان": "اكتشفت موهبتي في تصميم الأزياء، أثناء الخياطة العادية، فرحت أصنع ملابس معتدلة السعر وعصرية تلبي أذواق الفتيات".

وتضيف وفاء: "ماكينة الخياطة أهم قطعة في البيت. فهي يدوية لا تحتاج للكهرباء، وبفضلها أخيط كل ألبسة العائلة، وأستخدمها كمشروع اقتصادي يعتبر جيداً في هذا الوقت".

ولجأت وفاء، منذ عامين، للخياطة بالمنزل، واستفادت من فترة صباها عندما علمتها والدتها الخياطة. لكنها لم تتفرغ للمهنة سوى مؤخراً، بسبب الظروف الاقتصادية.

وتضيف وفاء: "اشتريت ماكينة الخياطة قبل زواجي، ولم أكن أستخدمها كثيراً، لكنها الآن مساعدتي الأولى ولا أستغني عنها نهائياً".

سيدة سورية تعمل على ماكينة الخياطةالخليج الان

وسّعت وفاء عملها بالخياطة، وراحت تلبي طلبات محلات الألبسة من التصاميم الجديدة التي تبتكرها. وتفكر الآن بتوسعة المشروع إلى ورشة صغيرة، نتيجة كثرة الطلبات والضغط بالعمل".

ولا يقتصر عمل وفاء، على خياطة الملابس. فهي تخيط أغطية المفروشات، والوسائد، وأي شيء يحتاج للقماش. وتضيف:

"اكتشفت طريقة لصنع المخدات أفضل من تلك المتوفرة في السوق. وأفكر بتجربة عدة نماذج، وتوسعة المشروع إلى ورشة صغيرة إذا نال اختراعي الإعجاب".

واللافت في قصة الخياطة المنزلية، أنها تحولت إلى مشاريع صغيرة تبشر بالتوسع. فجميع النساء بدأن الخياطة لتأمين حاجيات الأسرة من اللباس، ثم تطور الأمر لاحقاً إلى مشروع اقتصادي، وفّر دخلاً جيداً للعائلات.

أخبار متعلقة :