محمد الرخا - دبي - الأحد 9 يونيو 2024 06:03 مساءً - شيآن؛ واحدة من أقدم مدن العالم، إذ يعود تاريخها إلى ما يزيد على 3 آلاف عام، تحتضن بين ربوعها أسرار واحدة من أبرز حضارات العالم، الحضارة الصينية؛ فهي أحد أعرق مدن البلاد وعاصمتها القديمة التي أطلت عبر قرون عديدة كشرفة حارسة على "طريق الحرير".
انطلقت منها القوافل التجارية التي تحمل السلعة الأغلى لدى القدماء؛ وهي الحرير، في رحلتها التي تمر منذ عام 200 قبل الميلاد بالهند ومصر، قبل أن تصل إلى اليونان وروما وبريطانيا، لتصبح المدينة نقطة تلاقٍ لحوار الأفكار والثقافات بين الشرق والغرب في بداياته الأولى.
مدينة شيآنمتداولة
تتميز بأسوارها العتيقة التي تولت الدفاع عن مقر الحكم على مدار 13 أسرة إمبراطورية، وحين تم ترميم تلك الأسوار أخيرا لتندمج بالمنطقة الحضرية من المدينة، اكتمل سحرها لتصبح وجهة سياحية وثقافية من طراز فريد.
هناك مقولة شهيرة توضح المكانة الثقافية والتاريخية لشيآن: "إذا أردت أن تتعرف على الثقافة الصينية الحديثة، فعليك بالسفر إلى بكين، أما إذا كنت ترغب في التعمق في الثقافة الصينية القديمة، فإنه يجب عليك التوجه إلى شيآن".
تقع المدينة في شمال غرب الصين، وهي عاصمة مقاطعة "شانشي"، وتحيط بها سلسلة جبال "تشين لينج" شاهقة الارتفاع، شديدة الجمال، التي تنطوي على مشاهد شاعرية مدهشة، كما تقطع أوصالها شبكة من الأنهار البديعة التي تجعل منها لوحة مسكونة بالسحر رسمتها الطبيعة بألوان استثنائية.
مدينة شيآنمتداولة
تضم المدينة أكبر ضريح ملكي في التاريخ؛ وهو ضريح الإمبراطور "تشن شه خوانغ"، الذي استغرق بناؤه 39 عاما بمشاركة 720 ألف عامل بمناسبة نجاح الإمبراطور في توحيد أقاليم الصين الست المتصارعة، واعتلائه عرش البلاد في نسختها الجديدة الموحدة عام 259 قبل الميلاد.
ويحتوي الضريح على أشهر جيش من الصلصال يضم 8 آلاف محارب من الجنود والضباط والرماة، اختارهم الإمبراطور ليقوموا بحمايته ويسهروا على راحته حين يموت، ويبدأ رحلته في العالم الآخر.
الضريح من أشهر معالم شيآن ويضم 8 آلاف محارب متداولة
وينفرد الجيش، الذي يُعرف باسم " التيراكوتا"، بوجود 130 عربة و520 حصانا و150 فارسا بحجمهم الطبيعي الكامل، فضلا عن عدد من الموظفين والإداريين والموسيقيين.
ويُعرف الجيش بـ "الأعجوبة الثامنة" في العالم، وتم اكتشافه بالصدفة عام 1974 على يد عدد من المزارعين المحليين حين كانوا يحفرون بئرا للمياه على حدود المدينة.
مدينة شيآنمتداولة
عرفت المدينة تاريخيا العديد من الأسماء قبل أن تستقر على اسمها الحالي، مثل" خاو جينغ" و"تشانغ أن" و"فنغ يوان"، ولكن مع بداية عهد أسرة مينغ، أمر الإمبراطور "جو يوان جانغ" بتغيير اسم المدينة ليصبح "شيآن"، الذي لا يزال مستخدما حتى اليوم، ويعني ضمنيًا "الرغبة في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق الشمال الغربي".
اخُتيرت المدينة عام 2011 لتكون ضمن أفضل عشر مدن تقدم "المأكولات الخفيفة" في قارة آسيا؛ إذ تمتلك أكثر من 200 طبق مختلف، منها "كعكة الأرز"، و"دجاج القرع"، و"الكعكة البلورية" و"جياو تسي"، وهىيكرات محشوة باللحم، والخضروات، ويتم إنضاجها على البخار.