محمد الرخا - دبي - الأحد 9 يونيو 2024 02:13 مساءً - أعربت مصادر إسرائيلية عن قلقها الشديد جراء إعلان كولومبيا تقييد صادراتها من الفحم إلى إسرائيل، لحين وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قد أعلن، الشهر الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وقال خلال كلمة وسط العاصمة بوغوتا، إن القرار جاء "بسبب تصرفات إسرائيل في غزة".
الموارد الأساسية
وتستورد إسرائيل الفحم من كولومبيا بملايين الدولارات سنويًا؛ إذ ما زالت تعتمد عليه لتوليد ما يعادل 17% من إجمالي مصادر توليد الكهرباء، إلى جوار الغاز الطبيعي والمصادر المتجددة.
وبلغت القيمة الإجمالية لما استوردته إسرائيل من الفحم الكولومبي العام الماضي وحده قرابة 450 مليون دولار أمريكي.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" عن رئيس الشركة الوطنية الإسرائيلية لإمدادات الفحم، أورين هيلمان، الذي ترك منصبه قبل شهرين، قوله إن "هذا التطور مزعج ومثير للقلق؛ لأن كولومبيا تعد مورد الفحم الأساسي لإسرائيل".
وأضاف أن غالبية إنتاج الكهرباء، التي توزعها شركة كهرباء إسرائيل من محطة "أوروت رابين" في مدينة الخضيرة، ومحطة "روتنبرغ" في عسقلان، تُولَّد من الفحم.
مرافق لتبريد الغازرويترز
مصادر أخرى
وقال هيلمان إن هناك مصادر أخرى للفحم حول العالم يمكنها أن تحل محل الفحم الكولومبي، كما أن هناك احتياطيا من الفحم في إسرائيل يمكنها من مواجهة تلك الأزمة.
ولفت إلى أن إسرائيل تعرضت لأزمة قبل عام ونصف العام، حين قفزت أسعار الفحم نحو 400% بسبب العجز الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية، ومن ثم يمكنها أن تواجه أزمة قطع إمدادات الفحم الكولومبي.
من جانبها، نقلت صحيفة "معاريف" عن المحاضر بقسم العلوم السياسية في جامعة بار إيلان البروفيسور عيلي ريتيغ، قوله إن كولومبيا تعد أحد الشركاء التجاريين المهمين بالنسبة لإسرائيل فيما يتعلق بالفحم على مدى الأعوام الماضية.
ورأى أن القرار لا يعد مريحًا؛ لأن الواردات الكولومبية كانت تأتي إلى إسرائيل بشروط ميسرة وبأسعار تفضيلية.
ونوه ريتيغ إلى أن إسرائيل تستورد الفحم من دول أخرى مثل أستراليا وبولندا والولايات المتحدة الأمريكية، كما أن جنوب أفريقيا تحتل المركز الثاني كأكبر مورد فحم لإسرائيل بعد كولومبيا.
محطة روتنبرغ للطاقةالإعلام الإسرائيلي
ارتفاع أسعار الكهرباء
وأوضح ريتيغ أن كولومبيا كانت الخيار الأفضل؛ لأن إسرائيل تشتري منها بأسعار لا يمكن أن تجدها لدى مصدر آخر.
وأضاف أن بلاده اعتمدت على الفحم في الماضي بنسبة 70%، وحاليًا تعتمد عليه لتوليد الكهرباء بنسبة 17%، وتسعى لأن تتوقف تمامًا عن ذلك بحلول عام 2028.
وتسعى إسرائيل لاستخدام الفحم في حالات الطوارئ فقط، وأن تعتمد على الغاز الطبيعي بنسبة 75%، وعلى المصادر المتجددة بالنسبة المتبقية بحلول عام 2030.
وبيَّن ريتيغ أن تلك لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها إسرائيل لمقاطعة في مجال الطاقة، وقال إن من بين التداعيات هي اضطرار إسرائيل لشراء الفحم بأسعار باهظة، وربما يستشعر الإسرائيليون هذا الأمر الذي سينعكس على أسعار الكهرباء.
أخبار ذات صلة
كولومبيا تعلق صادرات الفحم إلى إسرائيل حتى توقف "الإبادة الجماعية"