محمد الرخا - دبي - الأحد 9 يونيو 2024 01:06 مساءً - توقع جنرال إسرائيلي متقاعد، أن يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مباشرة مع ميليشيا حزب الله، للتملص من حرب الاستنزاف الدائرة حاليًا بين الطرفين.
وقال اللواء المتقاعد يوسي كوبرفاسر، قائد شعبة التخطيط الأسبق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، في تصريحات أدلى بها لصحيفة "يسرائيل هايوم" اليوم الأحد، إن هناك عدة أسباب تدفع إسرائيل لتغيير سياستها بموجة التصعيد المستمرة منذ 8 أشهر مع ميليشيا "حزب الله".
ووصف الموجة الراهنة بأنها "حرب استنزاف"، وأشار إلى اتساع رقعة الأهداف الخاصة بميليشيا"حزب الله" في شمال إسرائيل.
وقال إن الميليشيا اللبنانية تدفع بأنواع جديدة من الأسلحة، كرد على الإصابات المؤلمة التي ينزلها الجيش الإسرائيلي في البنية التحتية أو في عناصر المنظمة.
إنجازات وخسائر
وأشار الجنرال المتقاعد، إلى أن عمليات ميليشيا "حزب الله" تستهدف دفع إسرائيل لتخصيص جزءٍ كبيرٍ من قدراتها العسكرية للشمال، وخلق ضغوط دولية عليها لوقف الحرب في غزة.
وذكر أنه على الرغم من الإنجازات التي حققتها الميليشيا اللبنانية ومنها ظهورها كمتضامنة مع معاناة الفلسطينيين وإلحاقها أضرار كبيرة بمنطقة الجليل وإجبار إسرائيل لإخلاء المستوطنات الشمالية من السكان ودفع الأمريكيين للضغط على إسرائيل، بَيدَ أنها خسرت قرابة 350 من مقاتليها، بينهم مسؤولون كبار، ولم تنجح في إكراه إسرائيل على وقف حرب غزة.
وذهب إلى أن ربط الرئيس الأمريكي جو بايدن بين نهاية حرب غزة وبين التهدئة في الشمال يعني تسليم الأمريكيين بطرح ميليشيا "حزب الله" ويشجع المنظمة اللبنانية على التمسك بمواقفها.
التخلي عن ضبط النفس
وتابع أن إسرائيل تنتهج حاليًا سياسات ضبط النفس، أو سياسة الاستيعاب والرد المتناسب على الهجمات التي يشنها "حزب الله"، إلا أنه رأى أن ذلك كله في طريقه للتحول، وحدد الأسباب.
الأسباب التي تدفع إسرائيل لاتخاذ قرار بتغيير سياسات الاستيعاب إزاء ميليشيا "حزب الله"، أو ما عدّه "التصعيد المنضبط" تكمن، وفق كوبرفاسر؛ في الخسائر الإسرائيلية الكبيرة التي لا يمكن تحملها سواء في الممتلكات أم في الأرواح.
ورأى أن معاناة المستوطنين النازحين من المستوطنات الشمالية وغياب اليقين بشأن عودتهم من بين الأسباب التي ستدفع إلى تغيير السياسات الإسرائيلية.
إلا أن هناك نقطة أخرى مهمة، وهي أن إسرائيل حتى الآن، لا تضمن أن ميليشيا "حزب الله" لن تشن هجومًا على غرار الـ 7 من أكتوبر في الشمال، ومن ثم فإن المرحلة المقبلة ستشهد تطوير العمليات العسكرية إذا تضمن تبديد هذا الخطر.
غزة أولًا
وحدد سببًا آخر، وهو التداعيات الاقتصادية، مضيفًا أن التطورات على الساحة الدولية أيضًا من بين أسباب تحول السياسات الإسرائيلية بشأن لبنان، أي من سياسة الاستيعاب إلى محاولة تبديد خطر ميليشيا "حزب الله" عسكريًا.
الخطط الميدانية للحرب ضد ميليشيا "حزب الله" لم تنضج بعد، ومن ثم يقول كوبرفاسر إنه من المهم أولًا خلق الظروف الأمثل للنجاح على هذه الجبهة، ولا سيما أن هذه الحرب تعني ثمنًا كبيرًا ستدفعه إسرائيل، داعيًا إلى ضرورة الحصول على غطاء أمريكي.
ويطالب الخبير الإسرائيلي بتحديد أهداف حرب لبنان وبناء الأسس الاستراتيجية المُثلى لشن هذه الحرب، رابطًا بدء الحرب بالحسم ضد حماس في غزة وتحقيق أهداف الحرب بالقطاع أولًا.