خبراء: تنسيق الحوثي مع الفصائل العراقية "استعراض إعلامي"

محمد الرخا - دبي - السبت 8 يونيو 2024 09:03 مساءً - عدَّ محللون يمنيون الهجماتِ المنسّقة بين ميليشيا الحوثي والميليشيا العراقية الموالية لإيران ضد السفن في الموانئ الإسرائيلية "استعراضًا إعلاميًا منفصلًا عن الواقع".

Advertisements

وأعلنت ميليشيا الحوثي، الخميس الماضي، عبر متحدثها العسكري، عن أول هجوم مشترك مع ميليشيا ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية" في العراق، من خلال عمليتين منسّقتين، استهدفتا سفينتين في ميناء حيفا، إحداهما كانت تحمل معدات عسكرية والأخرى قالت إنها "انتهكت قرار حظر الدخول إلى الميناء" بواسطة عدد من الطائرات المسيّرة.

ونفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، مزاعم مهاجمة سفن في ميناء حيفا، شمالي إسرائيل. وقال في تصريح نقلته "رويترز" إن ذلك "ليس صحيحًا".

يأتي هذا الإعلان الرسمي من الحوثيين بعد سنوات من العلاقات والتنسيق والتعاون غير المعلن مع مختلف "الأذرع" المسلحة الموالية لإيران في المنطقة، منها الفصائل في العراق التي أرسلت مقاتلين وخبراء لتعزيز قدرات ميليشيا الحوثي العسكرية.

استعراض شعبوي

ويعتقد الخبير العسكري، العقيد وضاح العوبلي، أن التحركات الموالية لإيران في اليمن أو العراق وحتى في لبنان، "تحاول استغلال الظروف الراهنة المتزامنة مع الحرب في غزة، لإظهار ما يسمى بحركات محور المقاومة إلى الواجهة، وجعلها أمرًا واقعًا بالاستفادة من هذا التوقيت".

وقال العوبلي لـ"الخليج الان" إن إيران "أوعزت إلى هذه الأذرع بالإعلان عن تنسيق مشترك كنوع من الاستعراض الإعلامي الموجّه، بطريقة شعبوية لمخاطبة الشعوب العربية والإسلامية، بما معناه أن أذرع إيران والحركات المدعومة منها هي وحدها من تتكفل بمساندة غزة، في ظل ما تسميه (تواطؤ الأطراف الأخرى) في إشارة منها للجماعات العربية السنيّة".

وأشار العوبلي إلى أن إيران "تحاول كذلك الإيحاء للفصائل الفلسطينية بأنها لم تتركها، وهي من دفعت بها إلى هذه الحرب المجنونة وغير المتكافئة، باعتراف عدد من القيادات الإيرانية، بمن فيهم خامنئي، والتي اعترفت جميعها بأن معركة طوفان الأقصى كانت ضرورية لإفشال بعض ملفات التقارب والتطبيع في المنطقة".

وبيّن الخبير العسكري، أن المتابع لخطابات قيادات هذه الأذرع الموالية لإيران خلال الفترة الأخيرة "سيجد أن كلًا منها لابد أن يشير في خطابه إلى ما تقدمه الأذرع الأخرى ويبالغ في وصفه، وهذه محاولة لإيهام الأطراف المضادة بأن جميع هذه الأذرع تقف مع بعضها في جبهة واحدة".

المرحلة الرابعة من التصعيد

وزعم زعيم ميليشيا الحوثي، عبدالملك الحوثي، أن العمليات المشتركة مع الميليشيات العراقية "سيكون لها تأثيراتها الكبيرة" في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، التي "تشمل كافة السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأبيض المتوسط".

ويقول المحلل السياسي، حسين حنشي، من جانبه، إن جميع ما تعلن عنه الجماعات الموالية لإيران، خاصة فيما يتعلق باستهداف سفن في البحر المتوسط أو استهدافها في موانئ إسرائيل الشمالية والغربية، "غير واقعية".

وأضاف حنشي لـ"الخليج الان" أن هذه الخيارات "رغم عدم واقعيتها، تكشف عن فشل الخيارات السابقة لهذه الجماعات في مختلف بلدان المنطقة؛ إذ إنها لم تنجح حتى الآن في إيقاف الحرب على الفصيل الإيراني الآخر في قطاع غزة، وهو حماس".

وأشار حنشي إلى أن "فشل خيارات الحوثي في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، ثم انتقالها إلى الرجاء الصالح والمحيط الهندي وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط، كل هذا الفشل يستدعي هسترة إعلامية وإعلانات منفصلة عن الواقع من قبل المحور الإيراني وفصائله، لمحاولة إيجاد شيء يمكن أن يضغط على إسرائيل وأمريكا في موضوع إيقاف الحرب".

وقال إن التنسيق الحوثي مع الفصائل العراقية موجود منذ فترة ما قبل الحرب وخلالها وبعدها، "لأن المحور الإيراني هو من يقود تحركات كل هذه الفصائل الموجودة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، التي لن تنتج شيئًا ملموسًا، في حين يواصل الجيش الإسرائيلي أعماله العسكرية في قطاع غزة".