الكوابيس قد تنذر بمرض "الذئبة" قبل عام من تشخيصه

محمد الرخا - دبي - السبت 8 يونيو 2024 08:17 مساءً - تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الكوابيس، التي تكون واقعية للغاية وتترك تأثيراً قوياً على الشخص بعد الاستيقاظ وكأنها حدثت بالفعل، قد تكون بمثابة إشارة إنذار مبكر لمرض الذئبة، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، وذلك قبل أكثر من عام من ظهور الأعراض التقليدية. 

Advertisements

وبحسب تقرير نشره موقع livescience، تكشف هذه الأبحاث عن وجود علاقة جديدة بين الأحلام المضطربة ومرض الذئبة؛ مما يشير إلى أن هذه التجارب الليلية قد تكون نذيرًا لتفاقم المرض.
وأفاد المرضى الذين يعانون من مرض الذئبة، وهو حالة مزمنة تتميز بالتهاب وتلف في أنسجة الجسم المختلفة، بأنهم يعانون من كوابيس شديدة قبل وقت طويل من تشخيصهم رسميًا.

وغالبًا ما تتضمن هذه الكوابيس سيناريوهات السقوط أو التعرض للهجوم أو الاحتجاز أو الدهس، والتي يصفها المرضى بأنها "مروعة".

وتشير المؤلفة الرئيسة ميلاني سلون، الباحثة في قسم الصحة العامة والرعاية الأولية بجامعة كامبريدج، إلى أن الأعراض النفسية العصبية تتم مناقشتها بشكل متكرر بين المرضى في مجموعات الدعم عبر الإنترنت.

ومع ذلك، نادرًا ما يتم الإبلاغ عن هذه الأعراض للأطباء، مما يسلط الضوء على فجوة كبيرة في الوعي السريري والتواصل بين المريض والطبيب.

وتعمقت الدراسة في الأعراض العصبية والنفسية المرتبطة بالذئبة الحمامية الجهازية (SLE). وقد قام فريق البحث، بقيادة سلون، بمسح 676 مريضًا مصابًا بالذئبة حول 29 عرضًا عصبيًا نفسيًا مختلفًا، وجمع رؤى من 400 طبيب حول وعيهم بهذه الأعراض لدى مرضى الذئبة.

وكشفت النتائج أن أكثر من ثلثي المرضى الذين شملهم الاستطلاع عانوا من أعراض نفسية عصبية واحدة على الأقل، وكان التعب والخلل الإدراكي الأكثر انتشارًا، مما أثر على حوالي 67% من المشاركين. كما تم الإبلاغ بشكل شائع عن اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق والكوابيس.

وأشار ما يقرب من ربع المرضى الذين يعانون من الكوابيس إلى أن هذه الأحلام السيئة بدأت مع ظهور أعراض مرض الذئبة الأولى لديهم.

ومن المثير للاهتمام أن حوالي الثلث أفادوا بأن كوابيسهم بدأت قبل ظهور أي أعراض نموذجية لمرض الذئبة.

وفي المقابلات الشخصية، أفاد بعض المرضى عن نمط تشتد فيه الكوابيس قبل حدوث تدهور في الحالة الصحية، على الرغم من أن هذا الارتباط غالبًا ما يصبح واضحًا فقط عند التفكير والتأمل في الأحداث.

بالإضافة إلى ذلك، أبلغ حوالي 16% من المشاركين عن تعرضهم للهلوسة، وهي تصورات زائفة مثل رؤية أو سماع أو شم شيء غير موجود.

كما أبلغ حوالي 12% عن وجود أوهام، تُعرف بأنها معتقدات كاذبة لا تتزعزع. وعادة ما تظهر هذه الأعراض النفسية العصبية الأكثر شدة بعد مرور أكثر من عام على ظهور أعراض مرض الذئبة الرئيسة.

وكشفت الدراسة أيضًا عن وجود تناقض بين تجارب المرضى وتوقعات الأطباء، إذ يعتقد معظم الأطباء أن مشاكل الصحة العقلية ستظهر بالتزامن مع الأعراض الجسدية.

ومع ذلك، فإن البداية المبكرة للكوابيس لدى بعض المرضى تشير إلى أنها يمكن أن تكون بمثابة نظام إنذار مبكر للنوبات الوشيكة.
وصرحت سلون: "إذا تم توثيق الكوابيس لكل مريض، فإن تطور الأعراض قد يؤدي إلى دعم أو دواء مبكر، مما قد يمنع أو يخفف من حدة النوبات“، ونظرًا لأن النوبات يمكن أن تسبب تلفًا كبيرًا في الأعضاء وحتى الوفاة، فإن التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية.

وفي حين أن اعتماد الدراسة على البيانات المبلغ عنها ذاتيا من المرضى يمثل قيودا، فإن النتائج تفتح آفاقا جديدة لفهم الأبعاد العصبية والنفسية لمرض الذئبة.

وأكد الدكتور جيمس بورجوا، المؤلف المشارك والطبيب النفسي في جامعة كاليفورنيا، على مفهوم أن أمراض المناعة الذاتية غالبًا ما تؤثر على الدماغ بشكل مباشر، مما يؤدي إلى أعراض نفسية.

وأشاد مارك هيلين، عالم الأعصاب والمتحدث باسم معهد ELZA في سويسرا، بالبحث باعتباره خطوة مهمة نحو فهم أفضل للاضطرابات العصبية في مرض الذئبة. وعلق قائلاً: "سيساعد ذلك في استهداف الأبحاث المستقبلية وربما حل الحاجة الكبيرة غير الملباة لنوعية حياة هؤلاء المرضى“.

وتهدف الدراسات المستقبلية إلى تتبع الأعراض العصبية والنفسية لدى مرضى الروماتيزم بمرور الوقت، مما يؤدي في النهاية إلى بناء صورة شاملة لتطور هذه الأمراض وتمكين الاكتشاف والعلاج المبكر.