محللون: العملية العسكرية وسط غزة ستكون "الأعنف"

محمد الرخا - دبي - الجمعة 7 يونيو 2024 10:06 صباحاً - قال محلل عسكري إن العملية العسكرية وسط غزة ستكون الأعنف؛ لأنها المرحلة الأخيرة من الحرب على القطاع الذي يخضع لحكم حركة حماس.

Advertisements

وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية، الدكتور رائد موسى، أن الجيش الإسرائيلي يسعى من خلال إعلان عملية عسكرية شرق المحافظة الوسطى إلى إتمام عملية بناء المنطقة العازلة الممتدة من شمال القطاع حتى جنوبه، على الحدود الشرقية للسياج الفاصل.

وأضاف موسى، في حديث لـ"الخليج الان"، أن الجيش الإسرائيلي يسعى لإطباق الخناق على المحافظة الوسطى التي يحدها من الشمال المحور العسكري نتساريم، ومن الجنوب محافظة خان يونس، وسط مؤشرات تدلل على وجود نية إسرائيلية لفصل المحافظة الوسطى من الجهة الجنوبية، كآخر محافظة لم تخضع لعملية عسكرية شاملة بعد، والتي ستكون برأيي هي "الأعنف".

وتابع: "يأتي ذلك بالتزامن مع العمليات العسكرية التي جرى تنفيذها في المحاور الشرقية لكل من شمالي القطاع وشرق مدينة غزة قبل عدة أيام".

أخبار ذات صلة

تقديرات إسرائيلية بانتهاء عملية رفح أواخر يونيو الجاري

حواجز عسكرية إلكترونية

ولفت الخبير العسكري إلى تقارير إسرائيلية صدرت عن مجلس الأمن القومي، تفيد بوجود توصيات لمجلس الحرب حول إعداد حواجز عسكرية إلكترونية على المحور الجنوبي للمحافظة الوسطى، مماثلة لما هو موجود في المحور الشمالي، من أجل ضمان محاصرة الكتائب العسكرية لحركة حماس، المتواجدة في تلك المناطق، وعدم خروجهم عقب البدء في أي عملية عسكرية في العمق.

وأكد موسى أن الجيش الإسرائيلي يعمل بوتيرة متصاعدة في مدينة رفح، والتي أعلن فيها السيطرة الكاملة على محور فيلادلفيا قبل نحو أسبوعين، إذ تصل قواته في هذه اللحظات إلى عمق وغرب المدينة، وصولًا للأطراف الجنوبية لمدينة خان يونس، مع الاستمرار في بناء المنطقة الأمنية العازلة على كل من الحدود الشرقية والجنوبية لمدينة رفح.

وأوضح أن الجيش يسعى من خلال مهاجمته الدائمة للمناطق الشرقية لقطاع غزة إلى تأمين حدوده على الجبهة الجنوبية، وضمان عدم حدوث أي تهديد عسكري لسكان مستوطنات الغلاف مستقبلًا.

ويشتد القتال على المحاور الشرقية للمحافظة الوسطى في قطاع غزة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في منطقتي مخيم البريج، وشرقي مدينة دير البلح قبل عدة أيام.

وشهدت هذه الأحياء نزوحًا جماعيًا لآلاف المواطنين من تلك المناطق باتجاه عمق وغرب المحافظة، ما يزيد أعداد النازحين في منطقتي النصيرات ودير البلح.

نازحون من رفحأ ف ب

من جانبه، قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني، محمد دياب، إن إستراتيجية إسرائيل في مهاجمة المحافظة الوسطى تتلخص في إتمام عملياتها العسكرية التي طالت عمق جميع مناطق قطاع غزة بشكل كامل، باستثناء هذه المناطق.

المفاوضات مع حماس

وأضاف دياب، في حديث لـ"الخليج الان"، أن مجلس الحرب الإسرائيلي صادق على بدء هذه العملية بالتزامن مع عودة المفاوضات من جديد مع حركة حماس من أجل إفقادها مزيدًا من الأوراق، وزيادة حجم الضغط على الحركة الفلسطينية من خلال تدمير المحافظة، ورفع مستوى الاحتقان لدى مئات الآلاف من النازحين، الذين توقفت حياتهم منذ قرابة 8 أشهر.

وأوضح أن مهاجمة المحافظة الوسطى التي باتت ملاذًا لمئات الآلاف من النازحين بالتزامن مع إغلاق محور نتساريم، واستمرار العملية العسكرية على مدينة رفح، سيتسبب في ارتكاب أكبر عمليات إبادة جماعية، نظرًا لضيق مساحة هذه المناطق بالتوازي مع الكثافة السكانية الأعلى في العالم في هذه الأوقات.

ووفق الباحث السياسي، فإن مثل هذه العملية العسكرية ستزيد الخناق حول عنق المفاوض الفلسطيني، وتفقده مزيدًا من الأوراق، وربما تدفعه إلى القبول بالاشتراطات الإسرائيلية والأمريكية التي إذا ما قوبلت بالرفض مرحليًا ربما ستكون بعيدة المنال بعد فترة وجيزة، مع استمرار السيطرة الإسرائيلية وفرض وقائع جيوسياسية جديدة.