خبراء: فوز اليمين المتطرف بانتخابات أوروبا قد ينهي الصراع الغربي الروسي

محمد الرخا - دبي - الجمعة 7 يونيو 2024 12:03 صباحاً - رجّح خبراء روس أن ينتهي الصراع بين الغرب وروسيا، إن أسفرت انتخابات البرلمان الأوروبي عن فوز اليمين المتطرف.

Advertisements

وتُعد الانتخابات التي تجري في دول الاتحاد، بدءًا من اليوم الخميس وحتى يوم الأحد المُقبل، الأولى بعد اندلاع الصراع في أوكرانيا وارتفاع وتيرة التصعيد بين الغرب وروسيا، ما يجعلها الأهم في ظل توقعات صعود اليمين المتطرف في هذه الانتخابات واستحواذه على الكثير من المقاعد، والتوقعات بتغيير سياسة أوروبا كلها واستراتيجيتها خاصة الخارجية منها وتحديدًا ما يخص الصراع في أوكرانيا، والتوتر مع روسيا.

أخبار ذات صلة

"ماراثون" الانتخابات الأوروبية ينطلق من هولندا

ويعتقد خبراء روس حاورتهم "الخليج الان"، أن الانتخابات تُعد الأهم في تاريخ الاتحاد الأوروبي خاصة أنها ستحدد معالم استراتيجيات الاتحاد للأعوام المقبلة، خاصة فيما يتعلق بالمرحلة الجديدة التي تسير فيها أوروبا وروسيا على خيط رفيع يهدد انقطاعه بحرب مباشرة بين القوى النووية الأوروبية وموسكو.

ويرى آخرون أن صعود اليمين المتطرف هو نتيجة طبيعية لسياسات قادة الاتحاد على مدار السنوات الماضية، والتي أوصلت العالم إلى هذا التوتر وأبعدت أوروبا من التنمية الاقتصادية إلى التنمية العسكرية.

أطلقوا النار على أقدامهم

ويعتقد الباحث في الشؤون الأوروبية فاسيلي سامويلوف، أن "وصول اليمين المتطرف وحصوله على عدد كبير من المقاعد البرلمانية الأوروبية كفيل بتغيير سياسة الاتحاد ككل سواء على الصعيد الداخلي أو ما يتعلق بالعديد من الملفات، ومنها الهجرة والضرائب والموقف الأوروبي من الصراع الدائر في أوكرانيا، حيث تحوّلت أوروبا بفضل سياسة القادة الحاليين من طرف داعم لكييف إلى طرف في الصراع ضد روسيا".

الأحزاب القومية والشعبوية ستأخذ حصة الأسد في الانتخابات، وأغلبها تعارض الانخراط الكبير في الحرب مع روسيا والدعم اللامحدود لأوكرانيا

فاسيلي سامويلوف

ويُشير في حديثه لـ"الخليج الان" إلى أن "الأحزاب القومية والشعبوية ستأخذ حصة الأسد في الانتخابات وأغلب هذه الأحزاب تعارض أولًا هذا الانخراط الكبير في الحرب مع روسيا والدعم اللامحدود لأوكرانيا، وربما نشهد جفاف منبع الدعم السخي المقدم لكييف أو فرض قروض كبيرة على أوكرانيا لإعطائها المال وتقديم المساعدات".

ويوضح أن ذلك "يعني أن كييف خسرت الداعم الأوروبي، ولن يتبقى لها سوى الأمريكي، الذي ينتظر انتخابات رئاسية تهدد برحيل الرئيس الحالي جو بايدن وقدوم المرشح دونالد ترامب، الذي يتفق تقريبًا مع اليمين الأوروبي في نظرته للصراع في أوكرانيا".

أخبار ذات صلة

ما تأثير البرلمان الأوروبي على السياسة الخارجية لدول "القارة العجوز"؟

ويضيف سامويلوف أن "هذه التغيرات بالاستراتيجيات ستؤدي حتما لإنهاء الصراع، فموسكو أكدت أكثر من مرة أن توقف الغرب عن دعم كييف سينهي الحرب خلال 3 أسابيع فقط لا أكثر"، مبينًا أنه "حتى لو صعد اليمين، فهذا لا يعني انتهاء الحرب بالطريقة العسكرية وترك كييف وحدها، بل بفتح باب التفاوض الواقعي للوصول إلى حل ينهي الصراع بشكل كلي".

ويؤكد أن "قادة الغرب عولوا على سياستهم تجاه الصراع واعتقدوا أنها ناجحة وكفيلة بأن تبقيهم على مقاعدهم لكنهم فشلوا بذلك وفتحوا الباب لأحزاب اليمين المعارضة للقدوم وقدموا خدمة لا تقدر بثمن لهذه الأحزاب، حيث أطلقوا النار على أقدامهم بسبب سياستهم التي تفتقر للخبرة، وقراءة الوقائع بشكل جيد".

وحدة الاتحاد الأوروبي في خطر

فيما اعتبر الخبير في الشؤون السياسية ايغور بورونوف، أن "هذه الانتخابات ونتائجها ستحدد مستقبل ووحدة أوروبا كلها".

اليمين المتطرف في أوروبا يحمل الكثير ضمن أوراقه السياسية لإعادة تكوين المفاهيم الأوروبية

ايغور بورونوف

ويوضح في حديثه لـ"الخليج الان"، أن "اليمين المتطرف في أوروبا يحمل الكثير ضمن أوراقه السياسية لإعادة تكوين المفاهيم الأوروبية، التي بقيت سائدة لعقود ومنها مفهوم الاتحاد الأوروبي وقوانينه الحالية فهناك خاصة في الدول الكبرى اقتصاديًا في أوروبا وتحديدًا في ألمانيا وفرنسا".

ويضيف بورونوف أن "مفهوم برلين وباريس بأن يكونوا أكثر المساهمين في مشاريع الاتحاد، والتي تعود بالفائدة الكبرى على الدول الأضعف اقتصاديًا ضمن هذا الاتحاد هي سياسة غير مقبولة لهذه الأحزاب لذلك ستتأثر هذه الخطط وبالتالي ستقل الفائدة من تواجد بعض الدول غير الغنية في الاتحاد وتحديدًا دول أوروبا الشرقية وهو ما يهدد وجود الاتحاد الأوروبي أو على الأقل بقاءه في الصيغة الحالية".

ويبين أنه "بالتالي بعض هذه الدول ستغادر الاتحاد يضاف إلى ذلك أن صعودهم سينهي حلم الانضمام عند بعض الدول ومنها أوكرانيا يعني صفحة التوزيع انتهت وبدأت مرحلة التقلص بحيث يكون الاتحاد الجديد يضم الدول القوية اقتصاديًا فقط".

أخبار ذات صلة

بعد الموافقة على ضرب روسيا بأسلحة غربية.. الانقسامات "تعصف" بحلفاء أوكرانيا

ويشير بورونوف إلى أن "الكثير من الأحزاب اليمينية أو الشخصيات الأوروبية اليمينة غير مرتاحة من سياسة الاتحاد الخارجية والدخول في صراع مع روسيا من أجل أوكرانيا، حيثُ لا يرون أن هناك فائدة من الدخول في هذا الصراع بل يرون إبقاء روسيا دولة لن أقول صديقة بل دولة تربطها مع الاتحاد علاقات اقتصادية ومزود ضخم ومريح للطاقة أفضل لأوروبا ما يعني العودة إلى سياسة ما قبل 2022".

ومضى قائلًا: "يبقى الرهان على من يصل إلى البيت الأبيض أيضًا، فلا شك أن واشنطن مؤثر كبير في سياسة أوروبا وقد تضغط على اليمين الأوروبي بالاستمرار بالسياسات الخاصة في الصراع مع روسيا، لكن هذا لا يعني أن السياسة ستبقى وتغييرها أمر لا مفر منه والمستفيد بالتأكيد روسيا والشعب الأوكراني والأوروبي".

أخبار متعلقة :