"ثقل أوروبي".. ماذا يعني انضمام إسبانيا إلى الدعوى ضد إسرائيل؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 6 يونيو 2024 08:17 مساءً - أثار انضمام إسبانيا إلى الدول التي تتهم إسرائيل بجرائم "الإبادة الجماعية" في غزة، تساؤلات حول التوقيت والمغزى، خاصة أن قرار مدريد جاء وسط توتر بدأ منذ إعلان إسبانيا اعترافها بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة وصفتها إسرائيل بأنها "مكافأة للإرهاب".

Advertisements

وأضحت إسبانيا ثاني دولة أوروبية تنضم إلى الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في لاهاي، بعد أيرلندا.

أهمية كبرى

خبيرة القانون الدولي، الدكتورة ليلى نيكولا، قالت إن "انضمام مدريد إلى تلك القضية يكتسي أهمية كبرى". وأوضحت في تصريحات لموقع "الحرة" أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، هي حكما أعضاء في محكمة العدل الدولية، وبالتالي فإن اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية التي دخلت حيز التنفيذ في العام 1951 تفرض على الدول الأعضاء في المنظمة الأممية أن يعمدوا إلى منع قيام أي دولة أخرى بممارسة أعمال الإبادة.

وأضافت أن "انضمام إسبانيا إلى تلك القضية يعني أنها متضررة من (أعمال الإبادة الجماعية) في غزة وأنها تسعى لمنعها، وهذا موقف قانوني قوي جدا".

وقالت إن "الدعم في تلك القضية كان يأتي في معظمه من دول الجنوب (العالم الثالث) ولكن مع انضمام إسبانيا وأيرلندا من العالم المتحضر فإن هذا يعطي ثقلا أكبر في هذه القضية الإنسانية".

وشددت على أن تلك الخطوة "تعكس ازدياد الوعي لدى الغرب بخطورة ما يحصل في قطاع غزة من انتهاكات إنسانية".

انتهاك اتفاقية مدريد

أما أستاذ القانون الدولي، الدكتور أيمن سلامة، فقال إن إسرائيل وحين انتهكت اتفاقية مع مدريد، وحرمت الفلسطينيين من خدمات القنصلية الإسبانية لم يدر بخلدها أن إسبانيا سترد لها الصاع صاعين في لاهاي.

وعن مغزى انضمام إسبانيا للدعوى المقامة ضد إسرائيل، أجاب سلامة أن "أكثر طلبات الإذن بالتدخل في دعوى منظورة أمام محكمة العدل الدولية هي في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في العام 2023".

وأضاف سلامة، أن هناك "واجباً دولياً على أي دولة تتدخل في دعوى قضائية منظورة أمام محكمة العدل الدولية، وهو أن تثبت بأدلة قانونية أن لها مصلحة قانونية وجوهرية مباشرة في تلك القضية".

تسهيل قبول القضية

وشدد الخبير المصري على أن كثرة الدول المتدخلة مثل مصر وليبيا وتشيلي والمكسيك وأيرلندا ثم إسبانيا سوف يسهل بشكل كبير على محكمة العدل الدولية قبول تلك القضية.

ووفقا لسلامة، فإن طلبات التدخل في قضايا محكمة العدل الدولية هي قليلة جدا، "ولكن في هذه القضية تحديدا شهدت تأييدا كبيرا من دول متدخلة لدعم الدولة المدعية (جنوب أفريقيا) على الدولة المدعى عليها، وهي إسرائيل".

وكانت جنوب أفريقيا قد رفعت دعوى ضد إسرائيل، في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي أمام محكمة العدل الدولية على خلفية اتهامها بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" ضد المدنيين في قطاع غزة.

وقد انضمت العديد من الدول لاحقا لتلك الدعوى.

وقدمت جنوب أفريقيا إلى المحكمة ملفا من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على "قتل إسرائيل" لآلاف المدنيين في قطاع غزة، وخلق ظروف "مهيئة لإلحاق التدمير الجسدي بهم"؛ ما يعتبر جريمة "إبادة جماعية" ضدهم.