تغير في قواعد الاشتباك.. هل تجاوزت إسرائيل و"حزب الله" القرار 1701؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 6 يونيو 2024 04:10 مساءً - يطرح التصعيد اللافت بين إسرائيل وميليشيا "حزب الله" اللبنانية في الأيام الأخيرة تساؤلات حول ما إذا كان الطرفان قد تجاوزا الحدود التي رسمها القرار الأممي 1701 لإنهاء الاشتباك بينهما.

Advertisements

ولم تتوقف المناوشات وعمليات القصف المتبادلة منذ 8 أكتوبر الماضي على وقع حرب غزة، لكن الأسابيع والأيام الأخيرة شهدت تغيرا لافتا في أساليب الاستهداف ونوعية السلاح المستخدم إضافة إلى توسع جغرافية العمليات.

اتهامات متبادلة

ويتبادل الجانبان الاتهامات بخصوص انتهاك القواعد التي خطّها القرار الأممي، وسط تباين مواقفهما بشأن سبل تطبيقه على الأرض.

وكانت الأيام الماضية في جنوب لبنان دامية تحت وطأة تصعيد إسرائيلي اتسم باستهداف مقاتلي "حزب الله" بالمسيّرات لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بينهم.

وكان يوم الأحد الماضي، أحد أشد أيام المواجهات عنفا بين الجانبين منذ ثمانية أشهر، إذ بلغت حصيلة قتلى الحزب 8 قتلى وهو الرقم الأعلى منذ 8 أكتوبر، استهدفت تل أبيب معظمهم بمسيّرات في الناقورة وعيتا الشعب وحولا وغيرها.

وفي المقابل طال قصف الميليشيا اللبنانية مواقع أكثر عمقا على الجبهة الشمالية الإسرائيلية، ما تسبب في اندلاع حرائق غير مسبوقة أتت على مساحات واسعة وأدت إلى إجلاء آلاف السكان من المنطقة.

واستهدف "حزب الله" في عملياته الأخيرة مستوطنات جديدة لم يكن قصفها من قبل مثل مقر قيادة كتيبة ثكنة "حبشيت"، ووجه رشقات صاروخية كثيفة نحو مناطق مختلفة من الجليل بلغت أقصاها 15 عملية الاثنين الماضي، فضلا عن استهدافه ثكنة برانيت ‌الإسرائيلية بصواريخ "بركان" ما أدى إلى "احتراقها وتدمير جزء ‏منها".

ويلقي هذا التصعيد بظلاله على الجهود الدولية التي بدأت منذ أكتوبر الماضي "لاحتواء الوضع" ومنع اتساع دائرة الحرب إلى خارج قطاع غزة، وتزامنا مع الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في القطاع على مراحل.

واللافت في كل ذلك أن التصعيد الأخير يقوض مساعي إحلال الأمن والسلام في المنطقة التي تشهد انتشار قوات أممية منذ 18 عاما، بمقتضى قرار أممي أنهى حرب الـ 33 يوما التي اندلعت بين إسرائيل و"حزب الله" صيف 2006.

وفي 11 أغسطس 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم "1701" الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، ودعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "يونيفيل" الأممية.

ومنذ ذلك الحين شهدت الجبهة هدوءا نسبيا رغم بعض الخروقات من الجانبين من حين إلى آخر، ولم يظهر "حزب الله" وجودًا عسكريًّا علنيًّا لكن الحديث يجري عن وجود أنفاق ومخابئ له في المنطقة، ما يثير مخاوف إسرائيل.

مخاوف متزايدة

ومنذ أن دخل "حزب الله" على خط حرب غزة عبر قصف مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان ورد تل أبيب بعنف على بلدات جنوبية، تزايدت المخاوف باحتمالات نشوب "حرب شاملة" تزداد فرضية اندلاعها بالنظر إلى الوقائع الميدانية اليومية بين الجانبين.

وتطالب إسرائيل "حزب الله" بالانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، "سواء بترتيب سياسي دولي أو بتحرك عسكري استنادا إلى القرار الأممي 1701".

واليوم تعتزم إسرائيل نشر 50 ألفًا من جنود الاحتياط على حدودها الشمالية، استعدادا لتصعيد محتمل و"حرب واسعة" مع ميليشيا "حزب الله".

وتحتل إسرائيل جزءًا من الأراضي اللبنانية، وهي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وأصدر مجلس الأمن الدولي منذ عام 1978 القرار 425 الذي ينص على انسحابها من جميع الأراضي اللبنانية، غير أنه لم ينفذ حتى الساعة، وهو ما يتخذ منه "حزب الله" ذريعة لعملياته العسكرية تجاه إسرائيل.