05 يونيو 2024, 4:47 م
القارة العجوز تشهد انتخابات البرلمان الأوروبي.. الحدث الأبرز الذي سترسم نتائجه ملامح المرحلة المقبلة، وسط تغيرات قد تكون مزلزلةً للمشهد الأوروبي.
والشغل الشاغل للجميع هو اليمين المتطرف الذي يتأهّب لتحقيق مكاسب كبيرة حسبما تشير استطلاعات الرأي، مع تزايد نفوذ أحزابه التي كانت في وقت من الأوقات هامشية في الاتحاد.
برامج الأحزاب اليمينية متشابهة، وهي جزء من المتغيّرات الحاصلة في المجتمعات الأوروبية كافة، تتغذى من الأزمات الاقتصادية والأمنية وتزايد موجات الهجرة واللجوء، وتقدم نفسها كحارس للثقافة الغربية وهوية الشعوب الأوروبية ما جعل الشباب ينجذبون لها أكثر من أي وقت مضى.
فماذا يعني صعود أحزاب اليمين المتطرف في البرلمان؟
تسعى أحزاب اليمين المتطرف لتعزيز سلطتها في البرلمان الأوروبي، ما يمنحها تأثيرًا أكبر على التشريعات والسياسات الأوروبية في قضايا بارزة مثل ارتفاع تكاليف المعيشة، الاقتصاد، الفقر، الصحة العامة، وتغير المناخ والتي كانت محورية في الحملات الانتخابية.
إضافةً للحرب الروسية على أوكرانيا التي تبرز كأحد اهتمامات المواطن الأوروبي، مما يعزز التركيز على قضايا الدفاع والأمن في أجندة الانتخابات.
المشهد السياسي الحالي في البرلمان يتصدره حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى اليمين، وهو الكتلة الكبرى حاليًا.. تليه كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين اليسارية، ثم مجموعة التجديد الليبرالية.. ومع اكتساب اليمين المتطرف شعبية أكبر، يُتوقع أن تشكل مجموعة ثالثة تتألف من المحافظين وحزب الهوية والديمقراطية.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين استبعدت التعاون مع مجموعة "الهوية والديمقراطية" اليمينية المتطرفة، لكنها لم تغلق الباب أمام تحالفات مع "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" بقيادة جورجيا ميلوني، رئيسة الحكومة الإيطالية التي برز نجمها مؤخرًا.
وترى في الانتخابات فرصة لبناء حكومة يمينية في أوروبا، معارضة للرؤية الحالية للاتحاد.. و تسعى ميلوني إلى تحويل الاتحاد الأوروبي إلى كيان أكثر ديمقراطية، وفقًا لوجهة نظرها، محذرة من تأثير اليسار الأيديولوجي.
أما في فرنسا، تتوقع الاستطلاعات أن يحقق حزب التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان فوزًا كبيرًا.. وهذا يمكن أن يغير تركيبة البرلمان الأوروبي ويعزز فرص لوبان في الفوز برئاسة فرنسا في 2027.. حزب لوبان يدعو للحد من حرية حركة المهاجرين، وتخفيف ضغوط الاتحاد الأوروبي على روسيا، والتراجع عن قواعد المناخ.
بالمقابل رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال يحذر من أن الوحدة الأوروبية والديمقراطية معرضة للتهديد بسبب صعود اليمين المتطرف.. ويؤكد أن أوروبا بحاجة إلى حماية نفسها في مواجهة تحديات يروج لها اليمين في بلاده وباقي البلاد الأوروبية داعيًا إلى وحدة الصف الأوروبي لمواجهة هذه التحديات.