محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 4 يونيو 2024 03:03 مساءً - كشفت مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة المستوى لـ"الخليج الان" عن تحذيرات فرنسية وجهت إلى ميليشيا حزب الله، من خطر تكرار كارثة تفجير مرفأ بيروت، التي وقعت عام 2020، بسبب مستودعات السلاح والذخيرة التابعة للميليشيا في قرى جنوبي لبنان.
وأوضحت المصادر أن التحذيرات جاءت خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، للعاصمة بيروت.
وذكرت أن هذا الملف كان حاضرًا خلال لقائه مع مسؤولين سياسيين في ميليشيا حزب الله، لا سيما خلال اللقاء الذي جمع بينه وبين رئيس الكتلة البرلمانية لـ"حزب الله" في مجلس النواب اللبناني النائب محمد رعد.
لقاء لودريان والنائب محمد رعدأ ف ب
كارثة بشرية
وأشارت المصادر في هذا الصدد، إلى أن التحذير لم يكن متعلقًا بخطورة تصعيد جبهة المواجهة بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، بقدر حدوث كارثة بشرية في حال استهداف تلك المستودعات، وما ينتج عنها من انفجارات تودي بحياة السكان المدنيين.
وتوجد هذه المستودعات بالقرب من منازل أو داخل بعضها؛ ما يجعل الأمر كارثيًّا، ويهدد بكارثة أكبر من انفجار مرفأ بيروت.
ولفتت المصادر إلى أن أعضاء الوفد الفرنسي لفتوا إلى هذه الخطورة، بالإشارة إلى أن حادث تفجير مرفأ بيروت كان متعلقًا بوجود النوعية ذاتها من هذه المخاطر، وإن كانت بشكل آخر.
وبينت المصادر أن الوفد الفرنسي طلب من قيادات في ميليشيا حزب الله، ضرورة وقف عمليات نقل أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية إلى أماكن تتحول إلى مستودعات في البقاع أو الجنوب، وترك شحنات الأسلحة الخاصة بالحزب في مستودعاته بسوريا كما هي.
وأوضح الوفد أن استمرار تخزين الأسلحة في هذه المستودعات يهدد بتصعيد خطير وأزمة قد تشعل الشرق الأوسط.
ملف أساسي
من جهتها كشفت مصادر حزبية لبنانية أن ملفات مستودعات السلاح لحزب الله في مناطق متفرقة ما بين البقاع وجنوب لبنان، كانت محورًا أساسيًّا في مناقشات لقاءات المبعوث الفرنسي لودريان مع زعماء سياسيين معارضين في لبنان، من بينهم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميل.
وقالت إن إطار الحديث في هذا الملف من جانب جعجع ذهب إلى ما أطلق خلال سنوات ماضية، من تحذيرات من قبل أحزاب لبنانية، نبهت من الكارثة المحتملة، ولكن لم يكن هناك أي تعاطٍ دولي أو إقليمي مع ذلك الأمر.
وتابعت المصادر في تصريحات لـ"الخليج الان" بالقول إن الغرب لا سيما دول أوروبية من بينها فرنسا، تعاطى بشكل سمح مع ميليشيا حزب الله طوال العقدين الماضيين، بأن يكون صاحب السلاح في لبنان وأن يكون أقوى من كافة المؤسسات اللبنانية، حتى الجيش.
وأضافت أن لبنان كان هو الثمن مقابل التوصل لحلول بين الغرب وطهران في ملفات عالقة، وفي النهاية بات لبنان مسيطَرًا عليه من سلاح ميليشيا حزب الله، وحصلت إيران على كافة المكاسب ولم يصل الغرب الى تسوية أي ملف مع طهران.
خلافات بين قيادات سياسية وعسكرية داخل ميليشيا حزب الله حول مستودعات السلاح
مصادر أمنية لبنانية
خلافات بين قيادات الميليشيا
وكانت مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى كشفت لـ "الخليج الان" عن معلومات تفيد بوجود خلافات بين قيادات سياسية وعسكرية داخل ميليشيا حزب الله حول مستودعات السلاح في جنوبي لبنان.
وأشارت إلى أن الخلافات جاءت نظرًا لوجود هذه المستودعات في قلب مناطق سكنية، ما يترتب عليه أزمات مع البيئة الشعبية الحاضنة للحزب في تلك المناطق، في حال تسبب تلك المستودعات التي هي بمثابة "قنابل موقوتة" بتهديد حياة المدنيين، عبر أي استهداف لها.
وبينت المصادر الأمنية اللبنانية وقتئذ، إلى أن المخاوف المتعلقة بهذا الخلاف، تدور في حال كشف إسرائيل وتحديدها لأماكن مستودعات السلاح في الجنوب ومن ثم قصفها؛ ما سينتج عنه خسائر بشرية في صفوف المدنيين، ويترتب عليه غضب داخلي في لبنان تجاه الحزب، وتهديد للدعم المقدم من حاضنته الشعبية.