خبير لـ "الخليج الان": قمة سويسرا تضع زيلينسكي وحلفاءه في "مأزق كبير"

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 4 يونيو 2024 02:17 مساءً - في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الحشد الدولي لقمة سويسرا للسلام المقرر عقدها الشهر الجاري، تتعالى الأصوات في الداخل الأوكراني وفي مقدمتها البرلمان للمطالبة بضرورة تحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، الأمر الذي يتجاهله زلينكسي وقد يدخله في دوامة أصعب، وهذا ما يؤكده الدكتور صدام المشاقبة، أستاذ الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الأردنية والخبير في الشأن الروسي.

Advertisements

 وقال الدكتور المشاقبة في حديثه لـ "الخليج الان": "وفقًا للدستور الأوكراني فالرئيس فلاديمير زيلينسكي فقد شرعيته منذ الـ21 من مايو الماضي، إذ  تنص المادة 111 من الدستور الأوكراني على نقل السلطة العليا "منصب الرئيس" في البلاد إلى رئيس البرلمان مع انتهاء ولاية رئيس الدولة في ظل سريان الأحكام العرفية"، ومن ثم فإن حشد الرئيس الأوكراني للقمة غير شرعي أيضاً ولا يحق له تمثيل أوكرانيا؛ ما يضعه وحلفاءه الغربيين في حرج ومأزق كبيرين". 

انتخابات عاجلة

ويتوقع الخبير في الشأن الروسي أن تتصاعد وتيرة المطالبات من داخل البرلمان الأوكراني وبعض الأحزاب خلال الفترة المقبلة بضرورة إجراء انتخابات رئاسية عاجلة، إضافة للتحرك الأوروبي في هذا الاتجاه كشرط لاستمرار الدعم المالي والعسكري لكييف.

 وبين الأكاديمي، أن انتهاء ولاية زيلينسكي يأتي بالتزامن مع تقدم مهم يحققه الجيش الروسي على الأرض، حيث أثبتت المجريات أن روسيا قادرة على الانتصار في أوكرانيا وفق 3 معطيات رئيسة في مقدمتها قوة الجبهة الداخلية الروسية مع بداية ولاية جديدة للرئيس فلاديمير بوتين حتى 2030، بالإضافة إلى قدرة موسكو على تجنيد المزيد من الشباب بعكس السلطات في كييف التي تعاني نتيجة لرفض معظم الشباب الأوكران للتجنيد في الحرب، فيما تتمثل النقطة الثالثة بصمود الاقتصاد الروسي وقدرته على تحمل تكاليف الحرب والتعامل مع آثار العقوبات الغربية، بينما نشاهد مماطلة الحكومات الغربية في تنفيذ التزاماتهم بدعم حلفائهم في كييف؛ ما يصعّب من مهام الجيش الأوكراني على الأرض.

خيبة أمل

 وفيما يتعلق بقمة السلام التي يحاول زيلينسكي حشد مختلف الدول لحضورها في سويسرا، رجح الدكتور المشاقبة ارتفاع أعداد الدول المعتذرة عن المشاركة، لا سيما بعد تصريحات زيلينسكي التي تتهم الصين بمساعدة روسيا في تعطيل قمة السلام التي تنظمها سويسرا من خلال الضغط على الدول الأخرى لعدم الحضور، حيث أظهر الاتهام خيبة أمله، ويلخص أزمته الداخلية بفقدان شرعيته، والخارجية بضعف الدعم الدولي.

 وفي وقت سابق، نفت الصين اتهامات وجهها زيلينسكي بأنها تحاول منع دول أخرى من حضور قمة مقررة حول الحرب في أوكرانيا.

 وقال زيلينسكي في منتدى أمني في سنغافورة إن بكين "تعمل جاهدة اليوم على الحؤول دون مشاركة دول في قمة السلام" التي تستضيفها سويسرا في يونيو، وتأمل كييف أن تساعد هذه القمة في الحصول على دعم دولي واسع لرؤيتها للشروط الضرورية لإنهاء العملية الروسية في أراضيها.

 وانتقدت الصين هذه القمة الأسبوع الماضي معتبرة أنه سيكون "من الصعب" لها أن تشارك في غياب روسيا، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن "موقف الصين منفتح وشفاف ونحن لا نمارس أي ضغوط على دول أخرى".

 وأضافت "على صعيد مفاوضات السلام موقف الصين عادل، فهو لا يستهدف أي دولة أخرى وهو غير موجه بالتأكيد ضد استضافة سويسرا لقمة السلام هذه"، حيث تشدد الصين على أنها محايدة في النزاع، وتسعى إلى تحقيق وقف القتال من خلال الحوار.

 إلا أن الدول الغربية تنتقد بكين بسبب تعزيز روابطها مع موسكو ومنحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غطاء دبلوماسيًّا وسياسيًّا لشن الحرب.