بينها عزلة دولية.. سيناريوهات فشل مقترح بايدن للتهدئة في غزة

محمد الرخا - دبي - الاثنين 3 يونيو 2024 11:13 مساءً -  تثير إمكانية فشل مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتحقيق التهدئة في قطاع غزة، مخاوف دولية وإقليمية، في حين أحرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس؛ إثر كشفه بعض تفاصيل المقترح.

Advertisements

ومن السيناريوهات المتوقعة لفشل مقترح بايدن في تحقيق التهدئة، توسيع دائرة الحرب بين حماس وإسرائيل، إلى جانب زيادة العزلة الدولية لحكومة نتنياهو، وتفعيل التحرك ضد القادة الإسرائيليين في المحاكم الدولية، وزيادة وتيرة الصراع الإسرائيلي الداخلي.

توسيع دائرة الصراع

ومن شأن فشل المقترح أن يؤدي لتوسيع دائرة الصراع بين الجانبين في غزة، وأن يدفع الجيش الإسرائيلي لتكثيف هجومه البري والجوي على مدينة رفح جنوباً، بالتزامن مع هجمات متفرقة على شمال القطاع ووسطه.

ويرى المحلل السياسي، أليف صباغ، أن "استمرار حالة الجمود التي تشهدها المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، ستؤدي لتوسيع دائرة الصراع، ودخول الحرب في غزة مرحلة جديدة ستكون الأصعب على الطرفين".

وقال صباغ، لـ"الخليج الان"، إن "نتنياهو وشركاءه في الأحزاب اليمينية يؤيدون مثل هذا السيناريو، ويرغبون في استمرار الحرب وتوسيع دائرتها"، لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى خلافات عميقة مع الولايات المتحدة والأطراف الإقليمية.

ووفق المحلل السياسي، فإن "الجيش الإسرائيلي سيبدأ، في حال رفض المقترح بشكل رسمي من قبل حكومة نتنياهو، بحشد قواته العسكرية لرفح، وسيعمل على تنفيذ عملية عسكرية في عدد من مناطق القطاع"، محذراً من خطورة ذلك.

عزلة دولية

ومن شأن الرفض الإسرائيلي لمقترح بايدن أن يسبب عزلة دولية غير مسبوقة لحكومة بنيامين نتنياهو، وهو الأمر الذي يمثل أكبر تهديد لتل أبيب سياسياً وأمنياً، في حين تزداد التحذيرات من مخاطر ذلك على إسرائيل.

ويؤكد صباغ أن "إسرائيل ستكون أمام موجة غير مسبوقة من الخلافات مع المجتمع الدولي، وتحديدا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في حال عرقلت أية صفقة محتملة لوقف الحرب في غزة"، مبيناً أن ذلك سيزيد الانتقادات الدولية لحكومة نتنياهو.

وأشار إلى أن "ذلك سيكون مصحوباً بانتقادات دولية علنية لسياسات إسرائيل وتحركاتها العسكرية في قطاع غزة"، مبيناً أن بعض الدول قد تتخذ مواقف علنية ضد إسرائيل في المحافل الدولية، خاصة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

المحاكم الدولية

ومن السيناريوهات المتوقعة، تفعيل التحرك في المحاكم الدولية ضد القادة الإسرائيليين والفلسطينيين المرتبطة أسماؤهم بالحرب على قطاع غزة، وستتزايد المطالبات بإصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحقهم.

وقال الخبير في الشأن الدولي، رائد بدوية، إنه "من المتوقع أن يتم الدفع باتجاه إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين"، لافتاً إلى أن نتنياهو سيدفع "ثمناً باهظاً" لرفضه مقترح بايدن.

وأوضح بدوية، في حديث لـ"الخليج الان"، أن "ذلك سيؤدي إلى زعزعة استقرار حكومة نتنياهو اليمينية، علاوة على تأثر الجيش الإسرائيلي بمثل هذه القرارات"، مبيناً أن إسرائيل تنذر بخطورة غير مسبوقة لمثل هذه الخطوة.

صراع داخلي

وسيؤدي رفض حكومة نتنياهو مقترح بايدن للتهدئة إلى رفع وتيرة الصراع الداخلي بين القادة اليمينيين والمعارضة الإسرائيلية، التي تطالب بسرعة إنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس تضمن إعادة الرهائن والمحتجزين.

وأكد بدوية أن "إسرائيل ستكون أمام أكبر انقسام في تاريخها بسبب مقترح بايدن، وأن الخلافات بين ائتلاف نتنياهو والمعارضة تهدد النظام السياسي في إسرائيل"، مبيناً أنه لا يمكن حلها حتى لو جرت انتخابات جديدة للكنيست.

وبيّن أن "نتنياهو وبسبب الخلافات الداخلية سيخسر مستقبله السياسي، وسيكون مجبراً على الخروج من الساحة السياسية في إسرائيل، خاصة وأنه سيتعرض لضغوط دولية وإقليمية غير مسبوقة، تحول دون استمراره في منصبه".

نتنياهو يُحرج حماس

وأحرج رئيس الوزراء الإسرائيلي حركة حماس، بتأكيده، وخلافاً لأقوال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن مسودة الاتفاق لا تشمل وقف حرب غزة، لافتاً إلى أن باقي البنود لن تشكل "صفقة انهزامية"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

ويؤكد المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "تعامل حماس بإيجابية مع مقترح بايدن، وتصريحات نتنياهو، سيضعان الحركة في موقف محرج للغاية أمام الجمهور الفلسطيني"، مبيناً أن حماس تريد وقف الحرب بأي ثمن ممكن.

وقال حرب، لـ" الخليج الان"، إن "نتنياهو تعمد الكشف عن جوانب غير معلنة من مقترح بايدن بهدف إجبار حماس على الانسحاب وإبداء موقف سلبي من المقترح، وهو الأمر الذي يخرج الائتلاف الحكومي الإسرائيلي من أكبر مأزق".

وأضاف: "حماس لن تنسحب، وستترك الكرة في ملعب شركاء نتنياهو اليمينيين الذين لا يرغبون في التوصل لصفقة تبادل أسرى مع الحركة"، لافتاً إلى أن مواقف اليمين الإسرائيلي تصب في صالح الحركة بالدرجة الأولى.