الجزائر.. تضامن واسع مع إمام مسجد تعرض لاتهام باطل بالسرقة

محمد الرخا - دبي - الاثنين 3 يونيو 2024 05:09 مساءً - دشّن نشطاء جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع الداعية عمر بن زاوي، إمام وخطيب مسجد بدر حي يحياوي، في ولاية سطيف، إثر تعرضه لاتهام بسرقة مبلغ مالي ضخم، ليتضح في النهاية أن الاتهام باطل.

Advertisements

وشهد وسم "كلنا متضامنون معك"، ووسم" كلنا الشيخ عمر بن زاوي" تفاعلًا كثيفا من رواد المنصات المختلفة الذين اجتمعوا على حب الداعية واستنكار ما يتعرض له من "تشويه سمعة".

وبدأت القصة حين ظهر أحد الاشخاص على قناة تلفزيونية جزائرية يتهم الإمام بالاستيلاء على أموال كان جمعها لابنته، باعتباره يعاني من الفقر ويريد الاعتناء بابنته التي تنتمي إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.

أحد المتضامنين مع الإمام عمر بن زوايفيسبوك

وقال أحد النشطاء على صفحة "أحباب الداعية الشيخ عمر بن زاوي" في فيسبوك: "تعلمت في الرياضيات البرهان بالعكس النقيض، لنفرض كما يدّعي أحد أولياء المرضى أنّ الإمام الذي يتهمه بالتحايل عليه وعدم تسليمه مبلغ التبرعات. السؤال المطروح ..هذا الإمام الذي لم تغوه أموال بناء مدرسة قرآنية و لم تغره مبالغ أزيد من 100 عملية جراحية، و سيارات الإسعاف، وأموال التي جُمعت على يده من المحسنين، كيف يغره مبلغ لا يساوي سوى قطرة من بحر إذا قورن بهذه الأموال؟".

وأضاف: "هذا الإمام الذي يتهمه هذا الشخص، لماذا لم نسمع ببعض المحسنين الذين تبرعوا ويشهدون ضده ويصرّحون فعلا أنّهم سلموا لهذا الإمام مبالغ تبرعوا بها لهذا الشخص في قضية مرض الطفلة؟ لماذا هذا الإمام بالذّات الذي يحظى بملايين المشاهدات والمتابعين على صفحته؟".

وتابع: "هذا الإمام الذي يتهمه هذا الشخص يشهد له الملايين بأنّه محبّ للوطن وليس من أئمة الفتنة، ويتابعه حتى العديد من العلماء والمثقفين والفاعلين في الجزائر، وليس ضد المرجعية الوطنية. لماذا لا تحاور نفس الصحفية هذا الإمام في برنامج تليفزيوني حتى نحكم نحن كمشاهدين؟ هنا أصل إلى نتيجة أن الإمام صادق".

منشور الصفحة الداعم للإمام فيسبوك

وتبارى أهالي المنطقة الذين يعرفون الداعية، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية، في سرد خصاله الحميدة وأعماله الخيرية، مؤكدين أنه من وقف على بناء صرح برج القرآن وتنظيم الدراسة فيه بكيفية احترافية، وهو كذلك من وقف على مشاريع خيرية جمّة أهمها شراء سيارات إسعاف متطورة بأموال المحسنين، وكان ولا يزال قبلة لكل طالب إعانة أو فقير أو محتاج، فلم يترك صاحب حاجة إلا وسار في حاجته.

وتحدث الأهالي عن دروس الإمام بالمسجد حيث يأتي الناس من كل الجهات للاستماع إلى مواعظه الطيبة الحسنة، وطالبوا مديرية الشؤون الدينية بالتدخل وإنصافه، مشددين على أن القناة ارتكبت خطأ مهنيًّا فادحا بالتركيز على جلب المشاهدات "على حساب أصحاب النفوس النقية"، ممن يتفانون في خدمة البلاد والعباد.

وعلق الشيخ بن زاوي على الواقعة، مشيرا أن الرجل جاءه من ولاية تيارت رفقة ابنته فلم يرده وسمح له بجمع المال داخل المسجد ولا يعلم كم أعطاه المحسنون. وخاطب الرجل قائلا: إذا أردت أن تتاجر بابنتك فليس على حساب الإمام".

وتداول النشطاء فيما بعد تسجيلات صوتية للشخص صاحب الاتهام، وهو يتراجع عن اتهامه الموجه للشيخ، ويعتذر ويطلب الصفح من الجميع.