محمد الرخا - دبي - الأحد 2 يونيو 2024 09:03 مساءً - أظهرت دراسة حديثة، نشرها موقع "سكاي نيوز" الأمريكي، أن السمنة لعقد من الزمن تزيد بشكل ملحوظ خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
وأشارت الدراسة التي أجراها ألكسندر تورشين، البروفيسور في كلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن النساء تحت سن الخمسين اللاتي يعانين من السمنة المفرطة لمدة عقد من الزمن، يواجهن خطرًا أعلى بنسبة 60٪ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، أما بالنسبة للرجال تحت سن 65 عامًا، فيكون الخطر المتزايد مرتفعًا تقريبًا بنسبة 57٪.
ولاحظ الباحثون أن هذا الارتباط لم يظهر لدى النساء فوق 50 عامًا والرجال فوق 65 عامًا؛ مما يؤكد أن العمر يلعب دورًا حاسمًا في تأثير السمنة لفترات طويلة.
وأكدت الدراسة أن السمنة في أي مرحلة لا تحدد بشكل دائم المسار الصحي للفرد، فبحسب البروفيسور تورشين: "إذا تم علاج السمنة في الوقت المناسب، يمكن الوقاية من مضاعفاتها"، مبينًا أن هذه الرؤية بالغة الأهمية، لأنها تؤكد على أهمية التدخل المبكر وإدارة الوزن بشكل مستدام للتخفيف من المخاطر الصحية على المدى الطويل.
ولفت تورشين إلى أنه على الرغم من أن العلاقة بين السمنة والأمراض المختلفة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني، ثابتة، إلا أن مدة تأثير السمنة كانت أقل وضوحًا.
وتسلط هذه النتائج الضوء على الطبيعة الحرجة لطول الفترة التي يعاني فيها الفرد من السمنة؛ مما يعزز أهمية استراتيجيات العلاج السريعة والفعالة للسكان الأصغر سنًا.
وبحسب "سكاي نيوز"، شملت الدراسة نحو 109 آلاف امرأة و27 ألف رجل بمتوسط عمر 48.6 سنة ومتوسط مؤشر كتلة الجسم الأولي (BMI 27)، وتمت مراقبة المشاركين على مدى عقد من الزمن، من عام 1990 إلى عام 1999، مع التركيز على أولئك الذين تجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 25 مرة واحدة على الأقل خلال تلك الفترة.
وهدف الفريق إلى تحديد مدى تأثير السمنة لفترات طويلة على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدار العشرين عامًا التالية، من عام 2000 إلى عام 2020 طوال فترة البحث، أصيب 6862 مشاركًا بترسبات الشرايين، وتم تشخيص إصابة 3587 شخصًا بمرض السكري من النوع الثاني، كما سجلت ما يقارب 12 ألف حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات ذات الصلة.
وخلصت الدراسة إلى أن النتائج تظهر أدلة دامغة لمقدمي الرعاية الصحية لإعطاء الأولوية للتدخل المبكر للسمنة وإدارة الوزن المستمر لتحسين النتائج الصحية على المدى الطويل.