تطوير تكنولوجيا تحرير جينات الحشرات لمكافحة الأمراض المعدية

محمد الرخا - دبي - السبت 1 يونيو 2024 07:14 مساءً - نجح باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا في استخدام تكنولوجيا تحرير الجينات على الحشرات الماصة للدماء، في تطور يحمل آثارا واعدة في السيطرة على الأمراض المعدية. وتمثل الدراسة، التي ركزت على التعديل الوراثي لحشرة الترياتومين، خطوة محورية في الجهود المستمرة للتخفيف من الأمراض المنقولة بواسطة النواقل.

Advertisements

وبحسب تقرير نشره موقع The Cool Down، تشتهر حشرات الترياتومين بنشر داء شاغاس، وهو مرض التهابي مُعدٍ وقاتل، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في القلب والجهاز الهضمي. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق ملامسة براز الحشرة، وتشمل الأعراض تورم الجفن والحمى والتعب وآلام الجسم. وعلى الرغم من أن داء شاغاس يوجد بشكل رئيس في أمريكا الوسطى والجنوبية، إلا أن وجود حشرات الترياتومين في الولايات المتحدة وكندا أثار مخاوف بشأن انتشاره حول العالم، خاصة في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتعرض الدراسة، التي شارك في تأليفها البروفيسور جيسون راسجون، نهجًا جديدًا للتعديل الوراثي، حيث قال: "على مدى السنوات الست الماضية، قمنا بتطوير أدوات لتعديل الكائنات الصعبة وراثيا. هنا، أظهرنا أنه يمكننا تعديل هذه الحشرة الناقلة وراثيا، وذلك باستخدام تكنولوجيا لديها القدرة على جعل تحرير الجينات أكثر كفاءة وسهولة لمجموعة واسعة من الحيوانات".

ويكمن أحد التحديات الكبيرة في تعديل حشرات الترياتومين وراثيًا في صعوبة ثقب بيضها. وقد تغلب الباحثون على هذه العقبة عن طريق حقن مادة كريسبر لتحرير الجينات في الدورة الدموية للحشرات؛ مما يسمح لها بالوصول إلى البويضات النامية وتغييرها. وأوضح راسجون: "إنه يعادل حقن كل بويضة في جسدها في نفس الوقت“.

وقد استهدفت الدراسة الجينات المسؤولة عن تلوين عيون وبشرة الحشرات. وتم تأكيد النجاح عندما أنتجت الحشرات المعدلة ذرية ذات تغيرات واضحة في ألوان العين والبشرة. ويفتح هذا النجاح آفاقًا جديدة لتطبيق تقنيات تحرير الجينات في مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل.

وأكد راسجون أن ”لهذه الدراسة آثار مهمة على الأبحاث الأساسية، وهي أيضًا تدخل حشرات الترياتومين وداء شاغاس في المباحثات حول التقنيات الجينية للسيطرة على مسببات الأمراض المنقولة بواسطة النواقل. نحن على وشك الحصول على التكنولوجيا والأدوات المتاحة لنكون قادرين على القيام بذلك“.

ويعد هذا الإنجاز جزءا من اتجاه أوسع في الاستفادة من التقنيات الجينية لمكافحة الأمراض المعدية. على سبيل المثال، أطلقت شركة بريطانية للتكنولوجيا الحيوية بعوضاً معدلاً وراثياً في البرازيل للحد من حمى الضنك، كما وافقت منظمة الصحة العالمية مؤخراً على لقاح يحمي من أربع سلالات من فيروس حمى الضنك.

ومع استمرار تقدم مجال تحرير الجينات، فإن مثل هذه الأساليب المبتكرة توفر الأمل في إيجاد طرق أكثر فعالية واستدامة للسيطرة على الأمراض المعدية، وربما إنقاذ الملايين من الأرواح في جميع أنحاء العالم.