محمد الرخا - دبي - السبت 1 يونيو 2024 06:07 مساءً - كشف عدد من ممثلي المسرح في ليبيا عن "أزمة وجودية" تعصف بهذا الفن العريق الذي يعود تاريخ نشأته في البلاد، إلى العام 1928، حين أسس محمد عبد الهادي فرقة "هواة التمثيل".
وتتراوح الأزمة بين ضعف التمويل، وتراجع رواتب العاملين على نحو يجعلهم يلجأون إلى مهن أخرى لتلبية احتياجات عائلاتهم المعيشية، فضلاً عن النقص الحاد في عدد قاعات العرض المسرحي بسبب إغلاق بعضها وأعمال الصيانة "التي لا تنتهي" بالبعض الآخر، فيما يجري التفكير جديًا في تحويل جزء كبير منها إلى محال وأنشطة تجارية.
وقال ميلود العمروني، 59 عامًا، وهو فنان مسرحي يعمل في هذا المجال، منذ العام 1979، إن النشاط المسرحي في ليبيا متقطع في بعض المدن ومختف في المدن الأخرى، مشيرًا إلى أنه يوجد في بنغازي حوالي 3 مسارح منها ما يرغبون في تحويلها إلي محال وأخرى مغلقة للصيانة والمسرح الشعبي هو فقط الموجود الآن.
وأضاف "العمروني" قائلاً في تصريحات صحفية: "المسرح في ليبيا يتعرض لحرب، سواء بشكل معلن عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التنمر على الفنانين أو بشكل غير معلن من ناحية قلة دعم الدولة لهذا الفن".
وأشار إلى أنه هو وزملاؤه من فناني المسرح على أتم الاستعداد أن يدفعوا من جيوبهم بحيث لا يختفي الحراك المسرحي نهائيًا من على خريطة الفن الليبي.
ويشكو علاء الأوجلي، 57 عامًا، وهو مخرج وممثل حاصل على جوائز من المغرب وتونس من أن الفنان الليبي المسرحي يتحصل على مبلغ شهري يتراوح من 600 إلى 1000 ريال وهو مبلغ هزيل لا يكفي إطلاقًا.
ويلقي مروان العبار، 37 عامًا، باللائمة على وزارة الثقافة التي تتقاعس عن دعم الفن المسرحي في البلاد حتى أن الفنانين الليبيين المكرمين من دول عربية، لاسيما دول الجوار المغاربي، المغرب، وتونس، والجزائر، يُضطرون إلى تحمل نفقات السفر من جيبهم الخاص، على حد تعبيره.
ويشير "العبار" إلى أن الفنانين الليبيين متمسكون بفن المسرح رغم كل ما يواجهه من تحديات غير مسبوقة.