خبراء: "الضوء الأخضر" الأمريكي سيوسع المنطقة العازلة في خاركيف

محمد الرخا - دبي - الجمعة 31 مايو 2024 07:11 مساءً - اعتبر خبراء أن إعطاء واشنطن "الضوء الأخضر" لكييف لقصف الأراضي الروسية بصواريخ أمريكية، "تصعيد خطير"، مؤكدين أن هذه الخطوة "قد تدفع الجيش الروسي لتوسيع حدود المنطقة العازلة من 10 كيلومترات إلى 30 أو 40 كيلومترا داخل خاركيف".

Advertisements

وأضافوا لـ"الخليج الان"، أن "توسيع المنطقة العازلة جاء نتيجة استهداف القوات الأوكرانية لمقاطعات روسية حدودية"، فيما يرى آخرون أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "اتخذ هذا القرار لرفع اسهمه بالانتخابات القادمة".

أخبار ذات صلة

"الردع النووي" رد روسيا على توسع محتمل للصواريخ الأمريكية

منطقة عازلة أوسع

ويرى الخبير في الشؤون العسكرية فيكتور ألكسانيان، أن الخطوة الأمريكية "تعطي الضوء الأخضر للقوات الروسية لدخول مقاطعة خاركيف بالعمق وعدم الاكتفاء بمنطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات".

وأضاف ألكسانيان لـ"الخليج الان" أن "المنطقة العازلة الجديدة قد تتجاوز الـ30 إلى 40 كيلومترا أي أنها ستصل إلى مركز مدينة خاركيف".

وفي السؤال عن جدوى المناطق العازلة على الرغم من أن الصواريخ الأمريكية التي بحوزة القوات الأوكرانية قد يصل مداها إلى 300 كيلومتر يوضح الخبير: "بالتأكيد بعد عزل المنطقة الحدودية والوصول إلى عمق 30 أو 40 كيلومترا ستكون المسافة التي يقطعها الصاروخ فوق الأراضي الأوكرانية وفوق المنطقة العازلة أكبر مما يسمح للدفاعات الجوية الروسية سواء التي تقع داخل روسيا أو داخل المنطقة العازلة من إسقاطه".

ويضيف: "توسيع المنطقة العازلة أيضا يتيح للقوات الروسية رصد مراكز الإطلاق للصواريخ متوسطة المدى داخل العمق الأوكراني وتدميرها وهذا سيحمي المقاطعات الروسية الحدودية ومراكز القيادة والنقاط الحساسة داخلها".

ويلفت الخبير في الشؤون العسكرية إلى أن "مدينة سومي المجاورة لخاركيف قد تكون ضمن مخطط المنطقة العازلة".

ويعتبر أن "هذا الأمر تم إيصاله من قبل موسكو بشكل غير مباشر للدول الداعمة لكييف بأن روسيا لن تتوانى عن حماية أراضيها وأن أي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل حلفاء كييف سيتم الرد عليه بقوة".

وخلص ألكسانيان إلى القول إنه "كلما تم إعطاء أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى ستتدخل روسيا في العمق الأوكراني أكثر ولحماية أراضيها قد تصل القوات الروسية إلى كييف لذلك على الإدارة الأوكرانية قياس سلبيات وإيجابيات أي دعم أو خطوة ستقدم عليها في المستقبل".

أخبار ذات صلة

روسيا تعلن سيطرتها على 880 كيلومتراً مربعاً في أوكرانيا منذ بداية العام

تأثير محدود

بدوره، يستبعد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية مكسيم أفونين، أن يغير الضوء الأخضر الأمريكي الوقائع العسكرية على الأرض.

ويقول أفونين لـ"الخليج الان" إن "موضوع الصواريخ الغربية واستهداف الأراضي الروسية بها من قبل كييف ليس جديدا فأكثر من مرة تم إسقاط صواريخ غربية فوق الأراضي الروسية"، متسائلا: "هل تغيرت الوقائع حين استخدامها؟".

ويتابع في ذات السياق: "لكن سيكون هناك تأثير محدود وتكثيف الضربات التي يفشل أغلبها نتيجة الدفاعات الجوية الروسية القوية لكن القرار عموما سواء الأمريكي أو من بعض الدول الأوروبية لن يغير الوقائع لأن تغيير الوقائع بحاجة إلى تدخل مباشر من الناتو وهذا لن يتم".

ويضيف: "يحاول الغرب الظهور بمظهر الداعم لآخر حد لأوكرانيا ويحاول إيصال الرسائل لموسكو بأنه مستعد لفعل كل شيء لهزيمتها، لكن اللعبة مكشوفة وروسيا تعلم ذلك".

ويشير أفونين، إلى أن "الجيش الأوكراني بحاجة لجنود والعامل البشري لا يمكن تأمينه كالذخيرة أو الصواريخ والتعبئة في أوكرانيا غير فعالة هذا ما سيغير الوقائع العسكرية على الأرض وبالتأكيد لصالح روسيا التي تتقدم بثبات على كل الجبهات".

أخبار ذات صلة

إيطاليا: على أوكرانيا ألّا تستخدم أسلحتنا لمهاجمة العمق الروسي

لعبة انتخابية

فيما يرى الخبير في الشؤون السياسية يوري ميروشكين، أن "الملف الأوكراني بات وسيلة سياسية داخل أروقة الدول الغربية، وهذه قضية جديدة يمكن من خلالها تحريك الرأي العام وكسب المزيد من المؤيدين ورأينا ذلك في العديد من الدول منها ألمانيا حيث باتت أوكرانيا دعاية انتخابية".

ويقول ميروشكين لـ"الخليج الان" إنه "في الولايات المتحدة أيضا لم يعد الاقتصاد أو الإصلاح برنامجا انتخابيا بل أصبحت هذه الملفات ثانوية على عكس الملف الأوكراني الذي يستغله بايدن اليوم لإثبات أن أمريكا قادرة على اتخاذ قرارات حكيمة تصب بمصلحة الحلفاء وإنها قادرة على تهديد روسيا بشكل مباشر وهذا ليرفع أسهمه بالانتخابات".

وحول نجاح استغلال الملف الأوكراني في الحملات الانتخابية يشير ميروشكين، إلى أن الموضوع مختلف من دولة لأخرى في بولندا، على سبيل المثال كلما كان السياسي متطرفا أكثر ضد روسيا حصل على أصوات أكثر".

ويتابع: "لكن في ألمانيا يكون وقوف السياسي مع أوكرانيا وأخذ قرارات بتأني هو المفضل لدى الناخبين فيما يختلف الوضع في أمريكا تماما فهناك انقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين بطريقة إدارة الصراع خاصة أن المرشح ترامب يعول على موضوع إنهاء الصراع بسرعة كهدف له ضمن برنامجه الانتخابي وهذا يقوي موقفه".

وخلص الخبير في الشؤون السياسية إلى القول: "من كل ما يجري وبرفع وتيرة التصعيد الخاسر الأول والأكبر هي أوكرانيا التي تتغير جغرافيتها نتيجة سياسات كييف المتوهمة بالدعم الغربي الذي سيتوقف فورا حال انتهاء مصالحه في هذا الصراع".

أخبار متعلقة :