30 مايو 2024, 7:41 م
هدفهم الانسلاخ عن الهوى الروسي حتى ولو كلفهم الأمر رفع العلم الأمريكي في مظاهراتهم، الجورجيون يقولون كلمتهم في ساحات تبليسي وغيرها من المدن، فهم أوروبيون، هذه قناعتهم وهكذا يسيرون بحربهم المستمرة منذ سنوات ضد حزب الحلم الجورجي الحاكم الذي يُحسب على أنه موال لروسيا.
قبل الخوض في التفاصيل، فإن جورجيا كانت يوما ما جمهورية سوفيتية ونالت استقلالها عام 1991، ومنذ ذلك الحين ظلت تربطها بروسيا علاقة معقدة إن صح التعبير فيها من التناقض الكثير بين شعب يميل للغرب وحزب حاكم يعارض الانخراط في الاتحاد الأوروبي، ولم تخل العقود الماضية من نزاعات واحتجاجات شعبية منادية بالتقارب مع الغرب، فكرة تعززت عام 2008 حينما تدخلت روسيا عسكريا بجورجيا دعما لفكرة انفصال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عنها، ما أحدث شرخا دبلوماسيا واسعا بين جورجيا وروسيا منذ ذلك الحين.
هذه الاحتجاجات عادت إلى الواجهة مجددا عبر اعتراض شعبي جورجي على إقرار البرلمان لقانون تقدم به حزب الحلم الجورجي، رفضته رئيسة البلاد لكن تم إقراره في النهاية ، تحت اسم مشروع قانون "وكلاء الأجانب"، ينص على أن المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام التي تتلقى أكثر من 20% من تمويلها من الخارج يجب تسجيلها على أنها مؤسسات عملاء لنفوذ أجنبي، الأمر الذي اعتبره المعارضون نسخة عن تشريع روسي تستخدمه موسكو منذ عام 2012، من شأنه قمع الصحافة المستقلة والسيطرة على منظمات حقوق الإنسان، وسط تحذيرات المفوضية الأوروبية التي ترش الزيت على نار مصلحتها، وتحذر من أن القانون الذي أُقر لا يهدف سوى لإسكات المعارضة وفق موقع بوليتيكو الأمريكي، في وقت منح الاتحاد الأوروبي جورجيا فيه وضع مرشح للعضوية عام 2023.
الحزب الحاكم له كلمته في جورجيا، يُلاحظ هذا من امتناع جورجيا الانخراط في العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، رغم أن البلدين لا يربطهما سوية سوى رحلات الطيران، وتقول استطلاعات رأي الشارع الجورجي إن ما يقرب من 80% من سكان البلاد البالغ عددهم 3.7 مليون نسمة يطمحون للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والانعتاق من إرث روسيا.