خبراء يكشفون عن أسباب رفض إسرائيل إدخال قوات حفظ سلام إلى غزة

محمد الرخا - دبي - الخميس 30 مايو 2024 12:03 مساءً - تتوالى المطالبات الدولية ومن السلطة الفلسطينية أيضًا، بضرورة توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، لا سيما في غزة، عن طريق إدخال قوات حفظ سلام، الطرح الذي لا تزال إسرائيل ترفضه، في وقت فسر فيه خبراء متخصصون بأن رفض تل أبيب للمطلب، يرجع لكونه قرارًا سيصب في مصلحة حماس.

Advertisements

آخر هذه المطالبات جاءت من كولومبيا، أمس الأربعاء؛ إذ أكدت ضرورة توفير قوات حفظ سلام دولية تحمي الشعب الفلسطيني، وتكون حاجزًا بينهم وبين الإسرائيليين.

قرار سيصب في مصلحة حماس

الخبير والمختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أكد أن أسرائيل بكل مكوناتها ترفض قطعًا جلب أيّ قوات حفظ سلام دولية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

وأرجع منصور في حديث لـ"الخليج الان"، سبب ذلك إلى أن "مجلس الحرب الإسرائيلي يعتقد بأن أيّ جلب لقوات حفظ سلام سيصب في مصلحة حركة حماس، وسيحول دون قدرة الجيش الإسرائيلي على القضاء عليهم.

ولفت، إلى أن الإسرائيليين يعتقدون أن أي حل سياسي قبل الإفراج عن المحتجزين والقضاء على قدرات حركة حماس العسكرية لن يكون في صالح إسرائيل.

وأكد منصور أن عددًا من النخب الإسرائيلية يرون أن هذه الاقتراحات غير قابلة التطبيق، ويتوقعون أن يكون هناك طرف فلسطيني متفق عليه يستطيع ضبط الأوضاع بعيدًا عن القوات الدولية.

ما يخشاه الجانب الإسرائيلي

وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور منصور أبو كريّم: "إن الجانب الإسرائيلي أكثر ما يخشاه هو قوات حفظ سلام دولية تمنعه من ارتكاب الجرائم والمجازر وتقوض عمله العسكري في الأراضي الفلسطينية".

وأضاف أبو كريّم لـ"الخليج الان": "حركة حماس سترفض، وأعتقد أن السلطة الفلسطينية سترفض أيضًا؛ لأنها هي صاحبة الولاية على قطاع غزة، خصوصًا بعدما شكلت حكومة (تكنوقراط) من أجل تسهيل العودة إلى حكم القطاع".

ولفت إلى أن الفلسطينيين أيضًا قد لا يتقبلون هذه القوات لا سيما وأنها لا تعرف قطاع غزة ولا طبيعته الجيوغرافية وطبيعة سكانه، منوهًا إلى أن السكان قد ينظرون إليهم على أنهم محتلون جدد.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن أي حديث عن قوات حفظ سلام دولية قبل بدء عملية إعادة الإعمار وعجلة الحياة إلى القطاع المدمر من جديد سيكون محط شك كبير وتوجس.

وشدد خلال حديثه على "ضرورة وجود قوات تابعة للسلطة الفلسطينية في غزة، في إطار خطط التسوية"، قائلًا إن "أجهزة أمنية في الضفة الغربية، قادرة على قيادة الحكم في القطاع".

يشار إلى أن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو دعا أمس الأربعاء، الأمم المتحدة إلى التحرك لإرسال قوات حفظ سلام إلى غزة.

وقال الرئيس بيترو في منشور على منصة (إكس): "لا يوجد بديل آخر غير قوات أممية لحفظ السلام في قطاع غزة. وستكون كولومبيا جزءًا من هذه القوات".