محمد الرخا - دبي - الخميس 30 مايو 2024 01:10 صباحاً - أثارت دعوة الوزير الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية واسعة في الضفة الغربية، على غرار حرب غزة، تساؤلات بشأن إمكانية إقدام إسرائيل على تنفيذ مثل هذه الخطوة.
ودعا سموتريتش، عبر حسابه على منصة "إكس"، القوات الإسرائيلية لتنفيذ ما تفعله في غزة في الضفة أيضًا، قائلاً: "تجب محاربة الإرهابيين في الضفة الغربية كما هو الحال في غزة، ويجب ألا نسمح لهم بفعل ما فعلوه في 7 أكتوبر"، وفق تعبيره.
وأضاف: "يجب اقتلاع الإرهاب من أي مكان، حتى لو كان ذلك يعني تحويل طولكرم كما غزة"، زاعمًا أن حوادث إطلاق النار في الضفة دليل آخر على أن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل".
مخطط نتنياهو
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "الدعوة التي أطلقها الوزير اليميني تأتي في إطار سعي شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحكومة للضغط عليه؛ من أجل تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة".
وأوضح كيوان، لـ"الخليج الان"، أن "نتنياهو يستغل شركاءه من أجل قياس ردة فعل العالم حول بعض القضايا المعقدة، خاصة ما يتعلق بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد العناصر المسلحة في الضفة الغربية تشبه التي وقعت في غزة".
وأضاف: "من الواضح أن هناك خططًا إسرائيلية لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق وعنيفة في الضفة، وتحديدًا في المناطق الشمالية، وهو الأمر الذي تروّج له حكومة نتنياهو من خلال وزرائها المتطرفين، خاصة سموتريتش وايتمار بن غفير".
وأشار إلى أن "مثل هذه العملية يمكن أن يُتخذ قرار بتنفيذها في حال تحقق شرطين أساسيين، الأول عدم وجود معارضة دولية شديدة لأي تحرك عسكري في الضفة، والثاني وجود سبب يضاهي ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي".
وتابع: "في الوقت الحالي لا يوجد أي مبررات لإسرائيل من أجل تنفيذ عملية عسكرية في الضفة كالتي تنفذ في غزة، كما أن مثل هذا القرار سيكون سببًا بغضب دولي غير مسبوق من تل أبيب، وسيصعّد توتر علاقاتها الدبلوماسية".
وزاد: "في الوقت الحالي لا يمكن لنتنياهو اتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة، علاوة على أنه لن يحصل على الموافقة الأمريكية بهذا الشأن"، مبينًا أن الولايات المتحدة تدرك خطورة هذه العملية على التوازنات الدولية والإقليمية.
الاستعداد الإسرائيلي
ويرى الخبير العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي، أن "إسرائيل غير مستعدة عسكريًا من أجل فتح جبهة قتال جديدة في الضفة الغربية"، لافتًا إلى أنه دون وقف الحرب في غزة لن يكون بمقدور الجيش الإسرائيلي العمل بشكل واسع النطاق.
وقال الشرقاوي، لـ"الخليج الان"، إن "مثل هذه العملية تحتاج لتحضيرات سياسية وأمنية وعسكرية، وستكون محط انتقاد دولي، خاصة أنها غير مبررة"، مبينًا أن التوجهات العسكرية في إسرائيل تتمثل في العمل بالضفة بطريقة مختلفة عن غزة.
وأضاف: "بتقديري سياسات الجيش الإسرائيلي مختلفة تمامًا عن سياسات اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، وقائمة بالأصل على المعلومات الاستخباراتية والأمنية"، مشددًا على أن مثل هذه الخطوة ستعود بضرر كبير على الجيش.
وأشار إلى أن "الطبيعة العسكرية للوضع في الضفة مختلفة تمامًا عن غزة، كما أن دعوات الوزراء اليمينيين تأتي للضغط على الجيش الإسرائيلي وإجباره على تنفيذ سياسات اليمين المتطرف، خاصة تلك المتعلقة بالاستيطان وتجنيد الحريديم".
ووفق الخبير العسكري، فإنه "من غير المستبعد تنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية؛ لكنها لن تكون بالطريقة ذاتها التي نُفذت في غزة، خاصة مع وجود المستوطنات الإسرائيلية في مختلف مناطق الضفة، وتداخل الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية".
وختم: "الكثير من العوامل تحول دون تنفيذ أي مخطط عسكري واسع النطاق في الضفة، وأعتقد أن الجيش الإسرائيلي سيكتفي بعمليات محدودة النطاق، تحول دون تحول شمال الضفة لغزة أخرى"، مؤكدًا أن أي عمل عسكري في الضفة سيُغضب المجتمع الدولي.