محمد الرخا - دبي - الأربعاء 29 مايو 2024 02:09 مساءً - من المنتظر إجراء المرافعات الختامية في المحاكمة الجنائية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مانهاتن، وهي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها سؤال رئيس سابق للولايات المتحدة عما إذا كان مدانًا أم لا.
ويواجه ترامب 34 تهمة تزوير جنائية في سجلات تجارية لإخفاء مبلغ مالي دفعه لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز قبل انتخابات عام 2016، والتي يقول المدعون العامون إنها كانت محاولة غير قانونية للتأثير على الانتخابات.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، تعتبر هذه اللائحة الجنائية هي الأولى لترامب من أصل أربع لوائح اتهام جنائية ستُعرض على المحاكمة، ومن غير المرجح أن تتم المحاكمات الأخرى قبل يوم الانتخابات في عام 2024.
وثمة أربعة احتمالات للأحكام التي ستصدر بحق ترامب، على النحو التالي:
أولاً، إذا تمت إدانة ترامب في جميع التهم، فقد يؤدي ذلك إلى تحول طفيف في التأييد لصالح الرئيس جو بايدن، كما تشير بيانات استطلاعات الرأي.
ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تأثير أكثر خفوتًا، مع تحول نقطتين فقط نحو بايدن إذا أدين ترامب وتحول أكبر بمقدار ست نقاط إذا تم سجنه.
ومن الجدير بالاهتمام الإشارة إلى أن تهم مانهاتن يُنظر إليها عمومًا على أنها أقل خطورة، إذ أظهر استطلاع رأي واحد فقط أن الإدانة قد تتسبب في ”إعادة النظر“ في التصويت لترامب بين 20% من مؤيديه.
وعمومًا، يمكن أن تؤدي الإدانة إلى خفض حوالي نقطتين من حصة ترامب من الأصوات، وهو ما قد يكون مهمًا بالنظر إلى الهوامش المتقاربة في الانتخابات السابقة.
أما الاحتمال الثاني، هو صدور قرار منقسم، حيث تتم إدانة ترامب في بعض التهم دون غيرها.
وقد يكون الحكم المجزأ أقل حسمًا في أذهان الناخبين المتأرجحين، خاصة إذا كان يخفف الحكم أو يمنع سجن ترامب.
ومع ذلك، سيظل ذلك حدثًا تاريخيًا في ظل إدانة رئيس سابق بارتكاب جرائم، الأمر الذي يمكن أن يغرس الثقة في العملية، ويُظهر أن المحلفين كانوا فطنين ولا يريدون النيل من ترامب وحسب.
أما الاحتمال الثالث، فهو البراءة من جميع التهم، إذ لم تتم دراسة هذا السيناريو على نطاق واسع من خلال استطلاعات الرأي.
فإذا قرر المحلفون أن الأدلة غير موجودة ببساطة، فقد يعزز ذلك ادعاءات ترامب بالاضطهاد، ما يوفر "ذخيرة جديدة" لقاعدته.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن غالبية الأمريكيين يعتقدون حاليًا أن ترامب زوّر سجلات تجارية وارتكب جريمة، ويوافقون على المحاكمة.
ولا تتفق سوى أقلية فقط مع مزاعم ترامب بالاستهداف السياسي.
وعلى الرغم من البراءة في هذه المحاكمة، فإن المخاوف بشأن لوائح الاتهام الثلاث الأخرى، التي يُنظر إليها على أنها أكثر خطورة، قد تظل قائمة.
وأخيرًا، قد يتسبب تعليق هيئة المحلفين، بعدم التوصل إلى حكم حاسم.
وإذا لم يتم الحصول على إدانة أو براءة بسبب عدم موافقة أحد المحلفين، فقد تُعاد محاكمة القضية، ولكن قد لا يحدث ذلك قبل يوم الانتخابات.
ومن المرجح أن يدّعي ترامب أن ذلك بمثابة "تبرئة كاملة"، وقد يستوعب الناخبون هذه الرسالة.
وخلاصة القول، إن النتائج المحتملة لمحاكمة دونالد ترامب في مانهاتن لها آثار سياسية.
فقد تؤدي الإدانة، حتى في بعض التهم، إلى تحويل الدعم نحو الرئيس بايدن، في حين أن القرار المنقسم قد ينظر إليه البعض على أنه محاكمة مفرطة وأقل أهمية بالنسبة للناخبين المتأرجحين.
وفي الوقت الذي يمكن أن تعزز فيه البراءة مزاعم ترامب بالاضطهاد، قد يؤدي تعليق هيئة المحلفين إلى حالة من عدم اليقين وعدم وجود قرار.
وفي نهاية المطاف، يمكن أن تكون لهذه النتائج تأثيرات هامشية على الانتخابات التي تميل حاليًا لصالح ترامب.