"الإعراب عن القلق".. موقفٌ يثير القلق!

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 29 مايو 2024 12:03 مساءً - تاريخ النشر: 

29 مايو 2024, 8:52 ص

Advertisements

كوفي أنان، بان كي مون، أنطونيو غوتيريش، ومن خلفهم مجلس الأمن والأمم المتحدة... الجميع يعرب عن القلق.

كثيرًا ما نسمع هذه العبارة الرنانة "يعرب عن قلقه"، سواء كان المتحدث أمينًا عامًا للأمم المتحدة أو ممثلًا لمجلس الأمن .

هذه العبارة التي أصبحت رمزًا للتعابير السياسية المحايدة والمتكررة، نسمعها كلما تفاقمت أزمة، أو اندلعت حرب، أو حدثت كارثة إنسانية.

لكن ما سر هذا المصطلح؟ وما الذي يجعله يهيمن على لغة السياسة والدبلوماسية العالمية؟

ولماذا كل من يجلس على كرسي الأمم المتحدة يصاب بداء القلق؟

هذه العبارة تخفي وراءها رسائل مبطنة بين الدول وصناع القرار حول العالم.. يمكن أن تتطور من الإعراب عن القلق إلى عبارات أقوى مثل الإعراب عن عدم الارتياح، وصولاً إلى الإعراب عن الغضب والسخط، وبعدها إلى الشجب والاستنكار الذي عادةً ما يسبق التلويح باتخاذ إجراءات عقابية.

يعني والله، حتى يتخذوا قرارًا يكون قد ضرب من ضرب وهرب من هرب... يعني حرفيًا، جملة لا محل لها من الإعراب...

الجميع يشعر بالقلق ويتحدث عنه، لكن لا أحد يفعل شيئًا لحل المشكلة أو إيقافها.. الأمم المتحدة تعرب عن قلقها، والأمين العام يصدر بيانًا يعرب فيه عن قلقه الشديد..

ومن مبدأ المعاملة بالمثل... نحن جميعًا نشعر أيضًا بالقلق الشديد ونعرب عن عدم الارتياح والسخط، وأيضًا نعرب عن غضبنا الشديد والعميق من أن الجميع لا يفعلون شيئًا سوى الإعراب عن القلق!

سرّ انتشار هذا المصطلح هو أنه يمثل الخيار الأول والأسهل أمام الدبلوماسيين وأصحاب القرار.

لكن نحن بحاجة إلى شيء أكثر من مجرد "الإعراب عن القلق"... نحن بحاجة إلى أفعال لا أقوال.